المصدر: | مجلة أمة الإسلام العلمية |
---|---|
الناشر: | شركة دار كاهل للدراسات والطباعة والنشر |
المؤلف الرئيسي: | التسخيري، آية الله محمد علي (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السودان |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
التاريخ الهجري: | 1430 |
الشهر: | مارس / ربيع الأول |
الصفحات: | 67 - 85 |
رقم MD: | 121226 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
الرؤية الثقافية رؤية هادفة، تنطلق من مرجعية مقدسة للحياة الإسلامية فتعطيها شكلها ومضمونها المتميزين.وتستبطن هذه الرؤية مجمل أسس عملية التغيير الاجتماعي الشامل: فهي الإطار الذي يجمع في داخله مختلف مجالات التغيير.ومهما اختلف علماء الاجتماع والنفس وعلم الإنسان والإعلام في تحديد مفهوم الثقافة أو الرؤية الثقافية، فإنهم يتفقون على دورها الأساس في رسم تفاصيل حياة المجتمع والفرد، وتحديد أنماطها أي أنها، بكلمة أخرى؛ العنصر المركب الذي يحدد الأفكار والسلوك والظواهر الاجتماعية، ويعدها الإمام الخميني: "المصنع الذي يصنع الإنسان" و"طريق إصلاح المجتمع" ،أو أنها-كما يقول المرحوم مالك:- الدستور الذي تتطلبه الحياة العامة، بجميع ما فيها من ضروب التفكير والتنوع الاجتماعي من هنا فالتصور الإسلامي يتلخص في تصور الإسلام للحياة،أو أنه (الإسلام حين يصبح الحياة)،كما عبرت ورقة "الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي." ولهذه الرؤية مرجعية تعطيها مشروعيتها ومضمونها ومنهجها في تطويع الحياة للإسلام، وتتمثل مرجعيتها في القرآن الكريم والسنة الشريفة، فهناك حقائق الخلق والكون، التي تشكل مصدراً معرفياً دائم الحركة. ولكي تحقق هذه الرؤية نياتها ومقاصدها في بناء الحياة الإسلامية، فقد وضعت مهمة رسم خطابها العصري وتحديد مناهجها على عاتق أصحاب الاختصاص، من فقهاء ومفكرين وخبراء ومثقفين إسلاميين ، وعلى أسس علمية، تتيح للأصالة استيعاب متطلبات المعاصرة: لكي يكون العصر الذي تعيش فيه المجتمعات الجديدة لصيقاً بالإسلام ورؤيته الثقافية. ولا يمكن بلورة هذه الرؤية ومراجعتها باستمرار دون عقول أصيلة متحررة من الجمود على الفهم، وأجواء منفتحة على النقد البناء والحوار الهادف اللذين يمنحهما مناخ الحرية الفكرية المتوازنة. من هنا فالحوار والتعايش في الرؤية الثقافية الإسلامية، محكومان بقيم المرجعية الإسلامية الملزمة (القرآن الكريم والسنة الشريفة): فقيمهما الشرعية والعقلية والأخلاقية هي نفسها قيم الدين الحنيف، أو القيم الإنسانية العامة التي لا تتعارض معه. |
---|