المستخلص: |
لا أحد يستطيع أن ينفي التطور الهائل الذي حققته الصيرفة الإسلامية منذ بدايتها في السبعينات من القرن الماضي. ولتقديم البديل للمعاملات المصرفية التقليدية التي تقوم على أساس الفائدة (أخذ وعطاء) المحرمة لدى الفقهاء المعاصرين والمجامع الفقهية في كافة أرجاء العالم الإسلامي – باستثناء طبعا أقلية شاذة لا يعتد برأيها – تبنت البنوك الإسلامية شعار " المشاركة في الأرباح والخسائر" امتثالا للقاعدة الفقهية "المغنم بالمغرم" حتى إن بعض الاقتصاديين الإسلاميين من يسمي هذه المصارف ببنوك المشاركة، ومنهم من نعتها ببنوك المضاربة وهما بالطبع عقدان تجيزهما الشريعة الإسلامية. ولكن وبعد مرور ثلاثة عقود من التجربة، ما هو الدرس المستخلص وما مدى مطابقة واقع المصارف الإسلامية مع الوعاء التنظيري الذي قامت على أساسه ومن أجله؟ معظم الاقتصاديين الإسلاميين يتفقون في توجيه النقد إلى البنوك الإسلامية القائمة أنها لم تستطع الانتقال من مرحلة ما أسميه "الهامش المعلوم" إلى مرحلة " المشاركة في الأرباح والخسائر" امتثالا للشعار الذي نادت به عند نشأتها. هذه المفارقة بين النظرية والتطبيق دفعتنا إلى البحث عن أسباب التباين هذا، ولقد خلصنا بعد تفكير طويل إلى بعض الحقائق تتطلب منا إعادة صياغة نظرية المصارف الإسلامية وإعادة تعريف البنك الإسلامي بتحديد شكل ونوع النسيج المؤسسي الذي نريده للمؤسسة المالية الإسلامية. ولهذا تتضمن ورقة البحث هذه محاولة علمية جادة في تقديرنا لإعادة صياغة نظرية البنوك الإسلامية صياغة تأخذ بعين الاعتبار الإنجازات التي حققتها التجربة والقصور الذي سجله المجهود التنظيري منذ منتصف السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي وقد أكون واحدا من هؤلاء المقصرين. أخيرا وعلى ضوء استفحال ظاهرة العولمة المالية وانعكاساتها الخطيرة على الوظائف التقليدية للصناعة المصرفية بشكل عام، فإننا سنحاول استقراء الدور المنتظر للصناعة المصرفية الإسلامية على ضوء التحديات الجديدة حتى لا يكون موقفنا "رد الفعل" وإنما "الفعل".
No one can deny the success of the Islamic banking industry from its timid beginning late seventies up to nowadays. The experiment aimed at offering an alternative to the interest-based practices condemned by the majority of Muslim scholars and Fiqh academies. The Islamic banking pioneers stressed the Profit & Loss Sharing (PLS) principle as a viable alternative to interest. However, after three decades of experimentation, what is the lesson to be learnt and how well the Islamic financial institutions (IFIs) have performed in accordance with the theoretical background proposed by Muslim economists and scholars? Most of Muslim economists agree to condemn IFIs because of their lack of enthusiasm to overcome the “mark-up phase” and tie up with the “PLS phase” on a much more serious manner. This disparity between the theory of Islamic banking and practice of Islamic banking and the critics directed to the experiment irritated me for sometime. After a mature and an in- depth thinking , I arrived to the conclusion of the necessity to rethink the theory of Islamic banking, to reshape the definition of an Islamic bank, and to determine what is the institutional pattern of IFIs we want. The present paper intends to propose another approach to this problem by way of reformulating the theory of Islamic banking where Islamic deposit banks will continue to rely on mark-up modes of finance, while another institutional setting similar to ‘investment banking’ or ‘banques d’affaires’ in the west need to be promoted as wholesale banking practicing PLS modes of finance such as Mudharaba, Musharaka. Finally, the paper intends to provide guidelines of Islamic banks to cope with the challenges imposed by financial globalisation.
|