ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







متطلبات تفعيل دور الأسرة في تربية وتأهيل المعاقين سمعياً: دراسة ميدانية بمحافظة الدقهلية

المصدر: مجلة كلية التربية بالمنصورة
الناشر: جامعة المنصورة - كلية التربية
المؤلف الرئيسي: محمد، سمر محمد إبراهيم (مؤلف)
المجلد/العدد: ع112, ج2
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2020
الشهر: أكتوبر
الصفحات: 640 - 679
ISSN: 1110-9777
رقم MD: 1217934
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: العلاقة بين الأسرة وبين المجتمع علاقة متداخله ومتماسكة؛ حيث أن المجتمع بحاجة إلى أفراد صالحين قادرين على المحافظة على مجتمعهم ويسعون لتطويره؛ ويعملون على دفع عجلة الإنتاج التي تمكن المجتمع من تحقيق أهدافه؛ وهذا هو الدور الأساسي للأسرة؛ وفي المقابل فإن الأسرة بحاجة إلى توفير المجتمع للخدمات الاجتماعية والتربوية والتعليمية حتى تستطيع أداء دورها. ولا تختلف هذه العلاقة في حالة اختلاف المجتمع أو اختلاف طبيعة أفراد الأسرة، وبالتالي فإن الأسرة التي يوجد بها طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة مطالبة بتربية وتأهيل هذا الطفل حتى يستطيع المشاركة في تنمية مجتمعه؛ ويفرض ذلك على المجتمع ضرورة تقديم الدعم النفسي والتربوي والتأهيلي لأسرة المعاق سمعياً. حيث أن بعض الأسر تعاني من الصدمة والتي تدفع بعض الأسر لعدم تقبل إصابة طفلها بالإعاقة ولذلك يري الباحثون والأطباء بأن الآباء والأمهات يمرون بسلسلة من المراحل بعد أن يعلموا بولادة طفلهم ذي الإعاقة، وتشير العديد من الدراسات بأن الوالدين غالباً هم أول من يشك بوجود المشكلة وعلى الرغم من أن الآباء والأمهات قد لا يمروا بنفس ردود الفعل إلا أن بعضهم يمر ببعض أو كل هذه الانفعالات في وقت ما، وردة الفعل الأكثر شيوعا هي الشعور بالذنب. (هالهان، وكاوفمان، بولين، ٢٠١٣ ،٥٣٢ -٥٣٣). ولذلك لابد أن تهيأ الأسرة للتعايش مع الفترات الحرجة في حياة الطفل المعاق وهي عند ولادة طفل معاق، وعند تشخيص الإعاقة وبدء العلاج وكذلك عند بلوغ الطفل مرحلة المراهقة وتقبل الأقران للطفل أو نبذهم له. أن قدرة الأسرة على تحمل تلك الفترات الحرجة يعتمد على شده العوق، ونوع الدعم الذي تتلقاه الأسرة بالإضافة إلى البيئة التي تعيش فيها هذه الأسر. (هينلي ورامسي والجوزين ،٢٠٠٦، ٢٣٣). ونظراً لكبر عدد المعاقين وضعف قدرة المؤسسات المختلفة والأخصائيين من تنفيذ برامج التأهيل بمفردهم كان لزاماً على الأسرة ضرورة المشاركة في تأهيل أبنائهم من ذوي الحاجات الخاصة فالأسرة تواجه العديد من التحديات في عملية التأهيل لهذا كان من الضروري وضع استراتيجية لتوعية الآباء والأمهات وتدريبهم على فن الوالدية، لتلافى الأخطاء وأوجه القصور في أساليب التنشئة الاجتماعية للطفل (عامر ومحمد ،٢٠٠٨ ٢٩٩) ولأهمية دور الأسرة في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة فقد ظهر مصطلح التعليم الشامل والذي ينص على زيادة مشاركة الآباء في تربية وتعليم أبنائهم، ولهذا فإنه عن طريق الاستعانة بالأخصائيين يتم تقديم الدعم لهذه الأسر حتى تستطيع تحديد احتياجات المعاق، ومصالحه، واحتياجات الآخرين الذين يتعاملون معه (for Special, 15, 2011 National Council (Education ومشاركة أسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في برامج التأهيل والتدريب الخاصة التي تعطى لمثل هؤلاء الأطفال أصبحت من الأمور الضرورية التي يعرفها ويمر بها جميع الأخصائيين في مجالات التربية الخاصة، فهي تساعد على تنفيذ ونجاح البرنامج التأهيلي المقدم للطفل المعاق، وقد أكدت الدراسات ضرورة المشاركة الوالدية في برامج التأهيل للعمل على تعديل السلوكيات الخاطئة والمساعدة في تنمية جوانب قوة الطفل وإكسابه الثقة بالنفس (محمد ،٢٠١٨، ٦٣ -٦٤). والمشاركة هنا تشمل كافة الأنشطة التي تساعد على تقويه علاقات خاصه بين الأهل والطفل من جهة، وبين الأهل والمؤسسة من جهة ثانيه وبين الأهل ومصادر المجتمع من جهة ثالثه بحيث تؤدي هذه العلاقات إلى زيادة قدرة الأسرة على مساعدة طفلها على النمو والتطور وتزيد من وعيهم ومعرفتهم بالإجراءات المتبعة في المؤسسات الخاصة لذوي الاحتياجات. (الجزازي، ٢٠١١، 16)

ولكي تقوم أسر الأطفال المعاقين بدورهم فهم بحاجه إلى الدعم والتعليم لكي يستطيعوا التغلب على شعورهم بأن أبنائهم معاقين كما أنهم بحاجة إلى تعلم تقنيات تكنولوجيا حديثة تتناسب مع طبيعة الإعاقة التي يعاني منها الأبناء حتى يستطيعوا التواصل معهم والمشاركة في عمليه التأهيل، والعمل على توفير الخدمات المتكاملة عالية الجودة في محيط الأسرة لتخفيف الجهد المبذول في الوصول لهذه الخدمات (wall, 4, 2019) أما بالنسبة لأهمية مشاركة الأسرة في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم فالأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأولى في حياه الطفل وتلبي جميع احتياجاته. وهي أول من يكتشف وجود اختلاف أو خلل في شخصية الطفل وتبدأ من لحظتها الأولى اتباع جميع المحاولات المناسبة لمواجهة تلك الجوانب وعلاجها (الجزازي، ٢٠١١، ١٧). ولهذا فإن الطفل المعاق بحاجه إلى الشعور بالتقبل كفرد له قيمه من قبل الآخرين وإذا فشل الوالدين في توفير هذا الشعور فأنه من شأن ذلك أن يخلق إحساسا سلبياً لدى الطفل ولذلك ينبغي مساعدة الطفل على تقبل نفسه كما هو والإيمان بأنه يختلف في سرعة ومعدل نموه بالمقارنة بأقرانه العاديين، وعندما يدرك الوالدين بأن ابنهم أصم فأن ردة فعلهم الأولى تكون حزن شديد وبعض الوالدين يرفضون مواجهة تلك الحقيقة. (حسانين، ٢٠١٣، ٢٨٦-٢٩٨). ونظرا لانتشار الإعاقة السمعية حيث تحتل المرتبة الثالثة بين الإعاقات من حيث الشيوع وقد قدرت منظمة الصحة العالمية عدد المعاقين سمعياً بحوالي 0.6% (منظمة الصحة العالمية، ٢٠١١) والدراسات التي أجريت على عينات منهم التي اثبت أنهم يتمتعون بنسبه ذكاء متوسطة وأن الإعاقة لا تؤثر على قدراتهم العقلية (بن صبان، ٢٠١٦، ٥٧) وأنهم من أكثر الفئات القابلة للدمج إذا تم اختيار برنامج تعليمي مناسب لهم، ولهذا فقد تم اختيار هذه الفئة بالتحديد من ذوي الاحتياجات الخاصة لتكون محور هذا البحث. ولذلك فإن العمل مع أسر المعاقين سمعياً يشكل أحد الأسس المهمة في تقديم برامج الرعاية للمعاقين، حيث تعد عملية تنظيم ورعاية هذه الأسر جزء لا يتجزأ من برامج الرعاية المقدمة للمعاقين سمعيا فالإعاقة السمعية لا تؤثر على الطفل المعاق فحسب ولكنها تؤثر على باقي أفراد الأسرة بوجه عام وعلى الوالدين بوجه خاص، وتتوقف قدرة الأسرة على المشاركة في تربيه الأصم على مدى استفادتها مما يقدمه المجتمع لها من خدمات حتى لا تكون مصدراً من مصادر معاناة الأصم (بركات، ٢٠٠٨، ٤٧) وتؤدي الأسرة دورا مهما في عملية النمو المتكامل للأصم وذلك من خلال المشاركة فـي البرامج التربوية المبكرة وبرامج التدخل للطفل المتأخر وذلك في محاولة منهم لتنمية وتطوير البقايا السمعية واستغلالها في برامج التأهيل المختلفة، كما أن لها دور في تنمية المهارات الأكاديمية المختلفة والمتابعة مع الأخصائيين وأخصائي النطق والكلام وغيرهم من التخصصات (العيسوي، 2010، 30). ويعد التواصل عنصراً رئيساً في أي تعاون قائم بين المعلم والوالد؛ وغالباً ما يشتكي الوالدين من قلة التواصل بين المنزل والمدرسة. ويجب ألا يشعر الوالدين بأنهم مهمشين فلابد من أشعارهم بأنهم شركاء مع المعلم والأخصائي في عمليه تعليم أبنائهم (مايبري ولازاروس، ٧٥،٢٠٠٨). ومع زيادة حجم الإعاقة على مستوي العالم فقد اهتمت العديد من الدول بهذه الفئة وقامت بإصدار التشريعات والقوانين التي تكفل حقوقهم وهناك العديد من الخبرات العالمية والعربية في هذا المجال، منها على سبيل المثال. تجربه الولايات المتحدة فهي من الدول الرائدة في هذا المجال ففي عام ١٩٧٥ ظهر أول قانون خاص بالمعافيين المعروف بالقانون العام رقم 94/142 وقد ظهر هذا القانون نتيجة لضغط الآباء على الحكومة لضمان حقوق أبنائهم وكان من ضمن بنود هذا القانون ضمان حقوق الآباء في تقييم أبنائهم بطريقه مناسبه وتقديم خدمات تشخيصيه فرديه مناسبه لكل طفل علي حده كما اهتمت الولايات المتحدة بتطبيق سياسة الدمج (الروسان ،٢٠١٣ ،٨٧-١٠٧). وعلى ضوء ما سبق يتضح أن أسر المعاقين سمعياً تواجه العديد من المعوقات التي تحول بينها وبين تأهيل أبنائها المعاقين سمعياً؛ والتي ينبغي العمل على تذليل هذه المعوقات والحد من أثارها السلبية التي تقف بين الأسرة وبين أداء دورها؛ لذلك سعت هذه الدراسة لتحديد المتطلبات التي بدورها تفعل دور الأسرة في تربية وتأهيل المعاقين سمعياً.

ISSN: 1110-9777

عناصر مشابهة