المصدر: | مؤتمر مكة المكرمة الخامس - الحوار الحضارى والثقافى اهدافة ومجالاتة |
---|---|
الناشر: | رابطة العالم الاسلامى - الادارة العامة للدراسات والمؤتمرات |
المؤلف الرئيسي: | جافاكيا، إسماعيل لطفي (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2005
|
مكان انعقاد المؤتمر: | مكة المكرمة |
رقم المؤتمر: | 5 |
الهيئة المسؤولة: | الأمانة العامة ، رابطة العالم الإسلامي |
التاريخ الهجري: | 1425 |
الشهر: | يناير / ذوالحجة |
الصفحات: | 227 - 256 |
رقم MD: | 122379 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
إن دعوة جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم إلى خاتمهم وأشرفهم نبينا محمد - عليهم الصلاة والسلام - هي الدعوة إلى دين الإسلام وهو الدين الذي يبدأ في بدايته غريبا تعتنقه أقلية كما وكيفا، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: ((بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ)). فالمسلم في حقيقة وجوده يكون جزءا من كيان الأمة الإسلامية الكبرى، المكلفة بالتصدي للواجب الشريف الدعوة إلى الله، الذي يقتضي التقرب إلى المدعوين، والتفاعل معهم، سواء كان في حالة الأكثرية أو الأقلية. إن الأقليات الإسلامية في كل مكان من العالم، لا بد أن تستشعر أنها تمثل الأمة الإسلامية في بلادها، ومنطقتها وهى عدن ثغرة من ثغور الإسلام، تقوم بواجب الدعوة والحوار الهادف مع أفراد الأكثرية، لاسيما في البلاد التي تسمح لذلك. ومن ثم فالنهوض بهذه الأقليات ينطلق من منطلقات عديدة، أهمها تقوية الذات بما يعني ذلك من تصحيح الأوضاع العامة في المناطق التي يقطنها المسلمون تصحيحا سليما يقوم على العلم والحكمة من السيرة النبوية وسير السلف الصالح، وتقويم الانحراف من هذه الأوضاع، وتعزيز التضامن والتكامل والتعاون بين أبناء هذه الأمة لاكتساب القوة والمناعة والقدرة على الدفاع عن الوجود والحفاظ على القيم والمقومات التي تشكل الأساس المتين للشخصية الإسلامية، والمجتمع الإسلامي، ومن الأهمية بمكان القدرة على الدفاع عن الحضارة الإسلامية، في ظل هيمنة حضارة العولمة أو الرأسمالية على العالم الحالي؛ التي تسعى إلى التغييب الكامل للحضارات الأخرى، والمحاولات المستمرة لطى تلك الحضارات، لتحل محلها الحضارة المادية والقيم الجاهلية. فالأقليات الإسلامية التي لا تتوفر لديها شروط النهوض وأسباب التقدم وإمكانات التغيير من حال إلى آخر إلا بالقدر اليسير، يتأكد عليها الدفاع عن حقوقها بمختلف الوسائل الممكنة، وترجمة معاني وقيم الإسلام في واقع حياتها وفقا للمنهج الرشيد، وبالعلم والحكمة في إطار الحوار الحضاري والثقافي. وإذا كان هذا الحوار الحضاري واجب على عواتق المسلمين بشكل عام، فإنه يكون على الأقلية المسلمة أوجب؛ لحاجتها الذاتية إليه، بجانب واجبها الدعوي المكلف على كل مسلم حسب الاستطاعة، فلا بد من أن تبذل الجهد الجهيد حش تخرج عن كونها أقلية، وتزول عنها هذه الصفة، أو يتأثر من حولها بها، لا العكس. والأقليات الإسلامية التي عرفت نفسها بأنها أمة الإجابة تقوم بمهام الدعوة، لن تتأثر بما حولها من الأكثرية الجاهلية بل تؤثر. والتي تخاف وتتأثر هي الأقلية كيفا، من حيث قد تكون أكثرية كما. والحوار الحضاري والثقافي عبارة عن أداء واجب الدعوة الإسلامية المبنية على أسس من العلم والمعرفة والحكمة بشتى الأساليب النافعة، وبأحدث الوسائل المعاصرة، وبمختلف الأشكال المشروعة، على قدر الاستطاعة طاقة وظرفا، وهو الطريقة التي تخالف الشدة والعنف والتطرف. ومن ثم يكون الحوار الحضاري والثقافي من أكبر إيجابيات الإسلام، وأقوى طاقات المسلمين، وهو أفضل الطرائق المجدية النافعة؛ لاسيما في هذا العصر، الذي أصبحت الأقلية كما وكيفا ظاهرة للأمة الإسلامية في أكثر بقاع العالم. فلا بد أن تركز نفسها لمواجهة العالم والحضارة المادية بهذا الحوار الحضاري والثقافي الهادف، متجنبة طريقة الشدة والعنف والتطرف. ولا يكون الحوار إسلاميا ذي طابع حضاري وثقافي، إلا إذا كان صادرا عن المرجعية الإسلامية الصحيحة، معبرا عن الهوية الثقافية والحضارية للأمة الإسلامية، أقلية كانت أم أغلبية، مرتكزا على المنهج القرآني المتمثل في قوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (النحل:١٢٥). ويشترط في هذا الحوار أن يكون حوارا للإفهام، لا لإبهام، وأن يهدف إلى البناء، لا الهدم. ولا يستقيم هذا الحوار، إلا إذا تمسك بمقومات الآمة الراسخة غير القابلة للتبديل والتغيير، وهي العقيدة السليمة، والعبادات الصحيحة، والأحكام الكلية القطعية الدلالة، والقيم الأخلاقية العليا. والحوار الحضاري والثقافي الذي تسعي إليه الأقلية المسلمة بتايلاند، يقوم على أساس الحفاظ على العقيدة الصحيحة، والعبادات المرضية، مع الحرص على خدمة المصالح العليا لأمة الإسلامية الكبرى، مدافعا عنها بالتي هي أحسن، وفقا للمنهج الإسلامي في الدعوة إلى الله، وحوار الناس وتعريفهم حقيقة الإسلام وسبل الخير والفضيلة والعدل والسلام، على علم وبصيرة. وهذا الحوار في مبناه ومغزاه، هو حوار إنساني، يهدف إلى دعوة الناس عبر التفاهم الإيجابي، والتعايش السلمي، والتعاون الخيري مع جميع الأطراف في المجتمع المحلي، والإقليمي، والدولي، من أجل إشاعة قيم العدل والسلم والخير، وهو بحكم صدوره عن المرجعية الإسلامية، ينأي عن العنف والتطرف، ويرفض الإرهاب بكل أشكاله، ويندد به في كل المحافل، ويدعو إلى احترام حقوق الإنسان وصيانتها، ومنع الظلم، والعدوان والفساد في الأرض. ويترتب على تحديث الأقلية المسلمة بتايلاند للحوار الحضاري والثقافي الجامع بين الأصالة في المنهج والمرجع، والمعاصرة في الطريقة والوسائل؛ تحديث البنية الحضارية لها، بتقوية ذاتها وتحصينها، وتكثير الأقلية، عبر القنوات العديدة من الدعوة الفردية والجماعية وقوافل الدعوة، والندوات، ووسائل الإعلام، ثم بالترقي في مدارج العلم والمعرفة، والإبداع في حقولهما، واضعة نصب أعينها نشر الرحمة والسلام على جميع المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. |
---|