ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







حتى لا ننقرض!

المصدر: مجلة المسار
الناشر: إتحاد الكتاب التونسيين
المؤلف الرئيسي: ذياب، أحمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع130
محكمة: لا
الدولة: تونس
التاريخ الميلادي: 2021
الشهر: ديسمبر
الصفحات: 108 - 113
ISSN: 0330-8200
رقم MD: 1224009
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

4

حفظ في:
المستخلص: الأرض هو كوكبنا الوحيد الذي تنبض فيه الحياة وهذا الثابت على الأقل إلى حد الآن. إنه ذلك البيت الكبير بحجمه، الصغير في الفضاء الكوني، الذي استقبل كل الكائنات الحية ليمدها بعناصر الحياة من أكسجين وماء، ذلك المكان المقدس الذي عمره الإنسان الذي بجلته الطبيعة عن باقي الكائنات إلي سكنت قبله؛ ذلك المكان الذي تعرضت هذه الحياة وبحارها، على سطحه، إلى مئات الآلاف من الانقراضات التي شكلت منعرجات خطيرة جعلت البشرية على مشارف هاوية الفناء الحتمي. يبدو أن الأمر أخطر مما نتخيل؛ لأن الانقراض اليوم يتم بمعدلات أكبر من الانقراض الطبيعي الذي اعتادت عليه الأرض. ومن العجيب أن الإنسان القديم رغم بدائيته الشديدة وافتقاده إلى جل وسائل وأسباب الرفاه الذي عرفها الإنسان حاليا (homo sapiens)، كان ربما أكثر حظا منا فيما يخص نقاء بيئته وجودة عناصرها وتنوع كائناتها. فقد كان، رغم كل ما لا يملكه من أدوات غير بعض الصوان ينحته أو عصي يستعين بها للدفاع عن نفسه وللصيد، لعله كان ينعم بثراء ورغد بيئي منقطع النظير! هذه الحالة الأخرة استمرت حتى الألفية الثالثة قبل الميلاد حين الصحراء لم تكن غير غابة كثيفة الأشجار، وربما كذلك حتى القرن الثامن عشر ميادي حيث حلت هذه الثورة الصناعية وبدأ طعم البيئة الفاسدة ينساب إلى الحلمات الذوقية لتستفحل فيها وربا يعودها على الفساد المنجر عن الاستهلاك المفرط والجري وراء السراب. بل وبدأت الملوثات والسموم تتسرب رويدا رويدا في شعاب أجهزته التنفسية ومعظم أوصاله الأخرى وخلف ذلك أمراضا مستحدثة استعصى علينا إيجاد علاج لها. فهل من بشر ينوي قلب الموازين وتغيير نمط عيشه كليا؟.

ISSN: 0330-8200