ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







العمارة السائلة في العالم الافتراضي: رؤية فلسفية

العنوان بلغة أخرى: Liquid Architectures in the Virtual World: Philosophical Vision
المؤلف الرئيسي: العيسوي، حسن يوسف حسن (مؤلف)
مؤلفين آخرين: شومر، توفيق لويس إلياس (مشرف)
التاريخ الميلادي: 2017
موقع: عمان
الصفحات: 1 - 224
رقم MD: 1226731
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة: العربية
الدرجة العلمية: رسالة دكتوراه
الجامعة: الجامعة الاردنية
الكلية: كلية الدراسات العليا
الدولة: الاردن
قواعد المعلومات: Dissertations
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

144

حفظ في:
المستخلص: إن أحد الأحداث التي ميزت المشهد المعاصر هو ما يسمى بثقافة الإنترنت، بفضل التحول الأنثروبولوجي الذي أعلنته تكنولوجيا المعلومات، والذي أثر على طريقة الإدراك والتواصل بين البشر وبالتالي أظهر مشكلات فلسفية حاولت هذه الأطروحة التعامل معها والإجابة عليها. وبما يتعلق بمفهوم العمارة السائلة من منظور هذه الأطروحة، فإنه لا يهتم فقط بالإنسان وببعده الاجتماعي والمعماري، بل يشتمل أيضا على كل الأدوات والفضاءات التي تدعم نقل المعرفة وصياغة الفكر، وأيضا خبرة النماذج الجديدة للاتصالات الجماعية والفردية التي حولت وما زالت تحول إدراك الإنسان نفسه بسبب إدراكه لواقع معقول آخر. أما من وجهة نظر تخصصية، فإن الفكر لا يتوقف على الآثار الثقافية التي هي أساس الممارسات المعمارية، ولكنه يتوجه نحو معرفة كيفية تصميم مكان بلا حدود واضحة بين الداخل والخارج. وبالرغم من أن الفضاء السيبراني بمثل مكانا للعمل الجماعي وتبادل الخبرات وتطوير علاقات جديدة، فإنه خال من أية حدود مادية أو احتياجات بيولوجية. والمفارقة هنا تكمن في أنه عندما يكون لدينا كامل الحرية في تصميم الفضاء السيبراني نشعر وكأننا مكبلين في العدم. ويبدو أن القيود والحدود جزء لا يتجزأ من وجودنا، وبدونها لا نعرف كيفية الإدراك والفعل. ولذلك، يمكننا القول إن الحرية التامة والقيد التام هما وجهان لعملة واحدة. إن الكثيرين من مستخدمي الفضاء الافتراضي يعانون من مشكلة التخبط والتوهان بين المعلومات المختلفة التي تذخر بها الشبكة العنكبوتية، وعند تتبع مسار فهم العمارة السائلة وما تتطلبه من حيث التقنيات والخدمات التكنولوجية، بالتزامن مع التطور الذي تعيشه ثقافة كل مجتمع في تفاعلها بشكل عام مع العالم الافتراضي في الشبكة، فقد وجدنا أن أحد الأسباب الرئيسية للمشكلة المعنية يكمن في غياب العلاقة الجسدية للمستخدم مع محتويات الفضاء السيبراني. وكما يقول موريس مارلو بونتي: "الجسد هو مكمل أساسي للإدراك". فنحن ندرك بكليتنا الأشياء من حولنا جسدا وعقلا، وحيث الاستجابة تكون بمقدار التفاعل بيننا وبين الأشياء من حولنا وعليه سيكون من المهم التعرف على كيفية تحول هذا الفهم في الفضاء الافتراضي. ولذلك، فالمقترحات تنص أساسا على تحويل البيئات النصية إلى بيئات ثلاثية الأبعاد، وذلك لكي تصبح تدريجيا مرجعيات مكانية مستدامة، تحفز على تذكر المعلومات والأشياء عن طريق إشراك الجسد الماكث هناك والمهجور لساعات طويلة أمام الشاشة بدون حركة. وللتوضيح، فقد تم نظريا تقديم مقترحين لتصميم العالم السيبراني: الأول العالم الشبيه الذي هو نسخة افتراضية عن العالم المادي، والثاني العالم الموسوعي (الذي هو أحد مقترحات العالم الافتراضي المبتكر). العالم الشبيه يشتمل على النسخ الافتراضية لكل شيء من العالم الواقعي كالأشياء والناس والأماكن والأحداث المعاصرة والتاريخية التي وفقا للحالة المطلوبة، وتدرج شفافية معدات وأجهزة الوساطة يمكن العيش فيها سواء من خلال الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز. والميزة الرئيسية لهذا النوع من العوالم الافتراضية تكمن في مطابقتها مع العالم الواقعي، من حيث إن الجسد الواقعي يتحرك بالتزامن مع الجسد الافتراضي في عالم واحد مختلط، حيث لا يمكن التمييز بين النسخة والأصل.

أما مقترح العالم الافتراضي الموسوعي، فإنه يكمن في عمليات تنظيم وتوجيه التدفق الهائل للمعلومات من خلال ربطها بالمدن والضواحي والمباني الافتراضية في الشبكة. وذلك ليس فقط لمساعدة المستخدم في شؤون الحياة اليومية، بل أيضا لكي يصبح في المستقبل أرشيف ثلاثي الأبعاد للحياة والمعرفة الإنسانية. لقد تم تقسيم البحث إلى أربعة فصول، التي تحاول جميعها معالجة موضوع العمارة السائلة باستخدام المنهج الوصفي والتحليلي بالاعتماد على الشكل نفسه الذي يميز العمارة السائلة من مرونة وعدم يقين. ولذلك، فإن هناك نوع من التهجين الذي يجعل بعض المواضيع أحادية وغيرها جامعة لعدة تخصصات، من أجل فك رموز المفهوم نفسه للعمارة السائلة. ونظرا لوجود عوامل ثقافية مختلفة، ومشاركة لجهات فاعلة غير متجانسة، ونظام مرجعي جديد (الشبكة)، فمن المستحيل استخدام معايير دقيقة لعزل وتعريف ظاهرة العمارة السائلة. وبدلا من ذلك فقد حاولنا التركيز على التخصصات المختلفة التي ساعدت في تحديد مجال جديد من التحليل، المتمثل في نتائج الفكر والمعرفة والتواصل في الشبكة، ولذلك فإن محاولة إيجاد إجابة علمية مباشرة وكاملة لما هي فكرة العمارة السائلة، كافتراضات وما يترتب عليها من نتائج، سوف تكون وسيلة مضللة لمعالجة هذه المسألة. ولذلك، لا يمكن استخدام بعد واحد لفك معنى العمارة السائلة، لأنها تتضمن بالإضافة إلى الفلسفة، سيناريوهات العمارة الافتراضية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرقمية، والعديد من البحوث الاجتماعية، والتخصصات مثل السيميائية والأنثروبولوجيا، التي حاولت جميعها ترجمة ظاهرة العمارة السائلة، التي حدودها ليست واضحة، وفي هذه المناطق الحدودية، يحدث الحوار والتهجين الأكبر بين العالمين: الواقعي والافتراضي.

عناصر مشابهة