المستخلص: |
تناولت الدراسة المنهج في قراءة التراث ودراسة في المشروع الفكري عند طه عبد الرحمن من خلال التعرف على المبادئ والأسس الفلسفية التي قام عليها مشروعه الفكري، وكذلك التعرف على موقفه من إشكاليات التراث، وكيف تم التأصيل للمدارك المعرفية فيه، ومعرفة موقفه من التقليد الفلسفي، وكيف يمكن أن نحرر القول الفلسفي. وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها إن طه عبد الرحمن رتب الأخلاق إلى ثلاث مراتب: أولها أخلاق يدركها العقل المجرد (تكون الأخلاق مجرد أحكام عملية قابلة لإن تعرف وتعلم نظريا) وثانيها أخلاق يدركها العقل المسدد (تكون الأخلاق الدينية تصرفات وسلوكيات يتوجه بها العاقل إلى خالقه وإلى غيره)، وثالثها أخلاق يدركها العقل المؤيد (يتعدى الوحي المكتوب الأمر إلى الناس أجمعين). وقد أظهر طه عبد الرحمن أن انتهاء العقل إلى الحدود فينبغي أن يسلم بأن هناك حدود والفيلسوف لا يريد أن تكون هناك حدود، ولقد ربط طه عبد الرحمن تأسيس الحداثة الإسلامية بحق الإبداع، فبوجود تطبيقات ممكنة لروح الحداثة، يبدع المسلمون حداثتهم الخاصة، ويبتعدون عن التطبيق الغربي للحداثة، لذلك تعتبر الحداثة تطبيقا داخليا لا خارجيا وبالتالي تطبيقا إبداعيا لا تطبيقا إتباعيا. وأقام طه عبد الرحمن نظريته في الحداثة على التفريق بين "واقع الحداثة" "كما يجري في الغرب"، وبين روح "الحداثة" أي جملة القيم والمبادئ القادرة على النهوض بالوجود الحضاري للإنسان وأخضع طه روح الحداثة لثلاثة مبادئ (الرشد، النقد، والشمول).
|