ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







اللغة والمعنى: دراسة في التحولات الفلسفية عند فتجنشتين

العنوان بلغة أخرى: Language and Meaning: A Study in Wittgenstein’s Philosophical Transformations Etab Amari
المؤلف الرئيسي: شتيه، محمود شوكت محمود (مؤلف)
مؤلفين آخرين: عطاري، وليد أحمد علي (مشرف)
التاريخ الميلادي: 2017
موقع: عمان
الصفحات: 1 - 101
رقم MD: 1228696
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة: العربية
الدرجة العلمية: رسالة دكتوراه
الجامعة: الجامعة الاردنية
الكلية: كلية الدراسات العليا
الدولة: الاردن
قواعد المعلومات: Dissertations
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

106

حفظ في:
المستخلص: تتناول الدراسة موضوع اللغة والمعنى عند الفيلسوف لودفيغ فتجنشتين، حيث خضعت العلاقة بين اللغة والمعنى في فلسفته لتطورات مفصلية أدت في نهاية المطاف إلى تقسيم فلسفته إلى مرحلتين مختلفتين في الرؤية والمنهج. وقد عرفت هذه القضية بما اصطلح عليه بفلسفة فتجنشتين المبكرة وفلسفة فتجنشتين المتأخرة. وتنخرط هذه الدراسة في تقديم رؤيته الفلسفية حول اللغة في المرحلتين، حيث ركز في المرحلة الأولى على دور المنطق في دراسة اللغة. وتبدو اللغة عنده في هذه المرحلة المبكرة منفصلة عن سياق استعمالها. وقد تجلى غياب المنظور السياقي في أوضح صوره في النظرية التصويرية للغة التي تبناها في مرحلته المبكرة، والتي تؤكد على وجود علاقة استاتيكية وثابتة بين الكلمات ومعانيها. وقد طغت على فتجنشتين في هذه المرحلة المبكرة ما يعرف بفلسفة الذرية المنطقية، التي يشترك فيها مع برتراند رسل. ولكن فتجنشتين، وبعد فترة صمت امتدت لأكثر من عقدين بادر إلى طرح نظرية جديدة في العلاقة بين اللغة والمعنى ابتعدت كثيرا عن النزعة الصورية وأعطت الدور المركزي للاستعمال، حيث لا يوجد تحديد مسبق وثابت لمعنى الكلمات، بل إن هذا المعنى يتحدد من خلال السياق الذي تظهر فيه الكلمات، علاوة على أن المعنى لا يبقى ثابتا، بل يتطور وفقا للاستعمال. وبهذا يكون فتجنشتين قد ربط اللغة ودلالة مفرداتها بأشكال الحياة، والتي هي بدورها مرتبطة بالنشاط الاجتماعي بكافة مظاهره. وقد استطاعت هذه الرؤية الجديدة للغة أن تحل الكثير من المشكلات الفلسفية الخاصة باللغة وتقدم تفسيرات معقولة لظاهرة تطور اللغة ودلالاتها عبر الزمن. وقد استطاع فتجنشتين أن يقدم أدلة فلسفية على عدم شفافية اللغة كأداة للتعبير عن أفكارنا، بمعنى أن هذه اللغة ليست الأداة المثالية، بل إنها تفرض قيودها وتحديداتها على الفكر الإنساني وعلى النتاج الفلسفي خصوصا. وقد دعا فتجنشتين إلى تخليص اللغة مما علق بها من جراء سوء الاستعمال للوصول إلى نقد صحيح للنصوص الفلسفية. وقرر أن سوء الاستعمال للغة يظهر في أوضح صوره عندما نصل إلى الحدود القصوى للغة والتي هي حدود الواقع وأشياء الواقع، ثم نبادر إلى تجاوز هذه الحدود ونستعمل اللغة في غير حقلها واختصاصها مما يولد هذا الكم الكبير من الميتافيزيقا والذي يصفه فتجنشتين بأنه خلو من المعنى، فلا هو بالصادق ولا هو بالكاذب. وتعد هذه المسألة من أهم المسائل عند فتجنشتين في هذه المرحلة.

تم تخصيص فصل عن تأثير نظرية فتجنشتين الاستعمالية، والمعبرة عن المرحلة الثانية، والتي عرفت بنظرية "الألعاب اللغوية" وذلك من خلال دراسة تأثيرها على الاشتغالات الفلسفية لفلاسفة كبار من أمثال هابرماس وغادامير. فقد استعار هابرماس نموذج فتجنشتين اللغوي وبادر إلى تضمينه في نظرية الفعل التواصلي، لأن هابرماس لم يطور نموذجا لغويا خاصا به، لقناعته أن نموذج فتغشتين يعد مثاليا لتحقيق التواصل في المجتمعات المعاصرة. وكان هابرماس قد انشغل "باللغة وبالقضايا اللسانية لأنه اقتنع بأن النظرية النقدية للمجتمع يجب أن تقطع مع فلسفة الوعي التي ترجع مفاهيمها إلى تراث كل من كأنط وهيجل. كما أبرزت الجانب الهيرمينوطيقي لنظرية الألعاب اللغوية من خلال ربطها بالاشتغالات الهيرمينوطيقية لغادامير.. فالتأويل عند غادامير لا يمكن أن يتحقق إلا بالكشف عن شكل الحياة أو اللعبة اللغوية التي ترافقت مع إبداع النص الأصلي، مما يقود بالتالي إلى عملية الفهم، بالمفهوم الغاداميري للفهم. واتفق الفيلسوفان على إيلاء اللغة اليومية الاهتمام الذي تستحقه وعدم الانجرار وراء إغواء اللغة الصورية الاصطناعية الذي وقع فيه رسل وفتجنشتين. فاللغة يجب أن تبقى مرتبطة بالنشاط الحياتي، حيث يعبر غادامير عن ذلك بالقول إن الفهم لا يمكن أن يتحقق إلا عندما نربطه بشكل الحياة كما أبرزت تأثر ميشيل فوكو Michel Foucaut (1926-1984) بمفهوم الألعاب اللغوية في تحليلاته للمجتمع المعاصر، وهو يربط بشكل مباشر مسألة الاستعمال والممارسة بالتقسيم الطبقي غير العادل بناء على إرادة السلطة السياسية، فالممارسة والاستعمال يجب النظر إليهما كلحظات سلطة مقاومة ومضادة. كما قدمت تحليلات ذهبت فيها إلى اتفاق فلسفة فتجنشتين المتأخرة مع الفلسفة الماركسية، حيث تتفق الفلسفتان على إعطاء الجوانب الاجتماعية دورا مركزيا في أي تحليل.

عناصر مشابهة