المستخلص: |
من المعروف أن البكتيريا هي كائنات حية دقيقة تستطيع أن تنتج مواد عديدة تنشط في تنظيف البيئة من الملوثات، كما أن لديها القدر على تعزيز نمو النبات إذا أضيفت للتربة، لذلك، فإن هذه الميكروبات تلعب دورا هاما في معالجة وخصوبة التربة الزراعية. يمكن تعزيز كفاءة علاج النبات عن طريق زيادة استخدام المعادن الثقيلة أو ذوبانها في التربة وارتفاع الكتلة الحيوية للنبات. والهدف من إجراء هذه الدراسة هو إثبات ما إذا كان النبات الذي استخدمناه (الشعير والبرسيم) مع البكتيريا والماء المالح والذي يحتوي على العناصر (الحديد والمغنيسيوم) أكثر فعالية ونموا وعمليات حيوية من النبات الذي لا يحتوي بكتيريا. تكمن أهمية هذه التجارب بإضافة بكتيريا محفزات النمو (PGPR) إلى التربة أو تلوث بها البذور قبل الزراعة بواسطة نوعين من البكتيريا (UW3, UW4). أجريت هذه الدراسة بتجربتين في مكانين مختلفين؛ التجربة الأولى في منزل الباحث؛ حيث تم عمل بيت بلاستيكي يماثل الظروف الطبيعية، بينما تم إجراء التجربة الثانية في مختبر جامعة النجاح الوطنية، كلية العلوم، نابلس، فلسطين. تم إحضار عينات النباتات من وزارة الزراعة الفلسطينية، وقد استخدمنا ثلاثة أنواع من الماء؛ ماء عذب، ماء مالح بدون عناصر وماء مالح مع عناصر. أظهرت النتائج أن أطوال السيقان للشعير والبرسيم بعد ثلاثين يوما هي 38 سم، 28 سم، والأوزان 10 غم، 8 غم على التوالي، بينما أظهرت النتائج أن أطوال الجذور للشعير والبرسيم بعد ثلاثين يوما هي 17 سم، 15 سم والأوزان هي 8 غم، 6 غم على التوالي. إن تلقيح ال (PGPR) للوزن الرطب للجذور بزيادة مقدارها (141 -137 %) عن الوزن الجاف للجذر قد يعزي إلى تطور نمو المجموع الجذري للنباتات المعاملة ونشاط هذه النباتات في تحلل المواد العضوية في التربة ومن ثم زيادة جاهزية العناصر المغذية في منطقة الرايزوسفير وتحفيز قدرة النبات في زيادة امتصاصه للعناصر الغذائية. بينت النتائج أن تراكم وامتصاص الحديد والمغنيسيوم في الشعير المعالج بالبكتيريا (UW3, UW4) معا بالماء المالح مع العناصر قد وصل إلى 0.575 و 0.542 غم / لتر على التوالي، بينما أوضحت الدراسة الحالية أن تراكم وامتصاص الحديد والمغنيسيوم بعد ثلاثين يوما في البرسيم هو 0.69 و 0.48 غم / لتر على التوالي. وقد تعزى هذه الزيادة في النمو إلى قدرة هذه البكتيريا (UW3, UW4) على إفراز بعض منظمات النمو والتي تؤثر إيجابيا في نمو النبات بزيادة نمو ونشاط المجموع الجذري وقدره على امتصاص المغذيات ونشاط هذه البكتيريا في تثبيت النتروجين الجوي، كل هذا له دور في زيادة الحاصل مقارنة إلى النباتات غير الملقحة بالبكتيريا. مما سبق، وجد من خلال هذه الدراسة نجاح تأثير اللقاح البكتيري (UW3, UW4) في زيادة أوزان وأطوال الجذور والسيقان لنباتي الشعير والبرسيم، والقدرة على زيادة التمثيل الضوئي، والنتح، والأوراق ومحتوى الكلوروفيل. واستمرت الزيادة في أعدادها مع تقدم عمر النبات وخلال مراحل نموه إلى نهاية الشهر، وهذا يدل على حيوية ونشاط اللقاح البكتيري خلال مدة التجربة في تفاعلها حيويا مع نمو وفعالية هذين النباتين مما تنعكس إيجابيا على خصوبة التربة ونمو النبات. لذلك، توصي هذه الدراسة باستعمال اللقاحات الحيوية البكتيرية لنباتي الشعير والبرسيم لما لها من تأثير إيجابي في تحسين الحالة التغذوية للنبات مما ينعكس على معايير نمو النبات المختلفة في المستقبل. وعلاوة على ذلك، فإن سبب استخدام الحديد والمغنيسيوم في هذه الدراسة يعود لأهميتها الحيوية للنباتات وكذلك الحيوانات، فمن خلال استخدام الشعير والبرسيم مع البكتيريا، فإنه من المرجح إنتاج مواد مغذية تحتوي على عناصر غذائية محسنة للحيوانات، بديلا من العلف الصناعي.
|