المستخلص: |
بحثت هذه الدراسة في حقل التنمية في "السياق الفلسطيني" الموسوم بالاستعمار الاستيطاني، وحصرا في نموذج "التنمية التحررية المرتكزة على الناس" باعتبارها ترتكز على أن الإنسان غاية العمل التنموي ووسيلته. وتأتي ذلك البحث من خلال الإجابة على سؤال الدراسة الرئيسي والذي تمحور حول الكشف عن الكيفية التي عملت من خلالها منظومة التدخل الدولي في سياق دعم "العملية السلمية"، مع تحول الاقتصاد السياسي نحو النموذج النيوليبرالي عام 2007 على تعذر النموذج التنموي محل الدراسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. تمثلت الإجابة على أسئلة الدراسة في الارتكاز البحثي على المنهج التفكيكي النقدي القائم على دراسة استراتيجية سياسية -اقتصادية وجيوسياسية للمتغير التابع، وبالاعتماد على التفكيك والملاحظة، فإن المنهج الاستقرائي يأتي كمنهج ثاني وأساسي في عملية التفسير والتحليل. ولتفسير تعذر التنمية، كان الإطار النظري خليطا بين نظرية الاستعمار الاستيطاني، والنظرية البنيوية. بينما احتوى الإطار المفاهيمي على مفهوم "الريع"، وعلاقة "الريع" بالتنمية، ومفهوم "التنمية التحررية المرتكزة على الناس" كمقاربة مناسبة للسياق الفلسطيني. وقعت الدراسة في ستة فصول بحثية، وأفضت نتائجها إلى توافق كامل بين فرضيات الدراسة الرئيسية والفرعية، والتي تبنت تعذر "التنمية التحررية المرتكزة على الناس" في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. واستنتجت الدراسة أن النموذج التنموي الأكثر مواتاة "للسياق الفلسطيني" هو ذلك النموذج الذي ينطلق من تمثلات واعتبارات التحرر الوطني، وكلما ابتعد ذلك النموذج عن ضرورات التحرر، يصبح أداة تعيد إنتاج ذات الاستعمار الاستيطاني، وبضروراته المختلفة.
|