المستخلص: |
لقد بدأ تأسيس الفرق الرياضية لكرة القدم في ليبيا منذ الاحتلال الإيطالي أي قبل العشرينيات من القرن الماضي إلا أن تكوينها كان لفترة زمنية قصيرة أو لمناسبات معينة، ويرجع تأسيس الأندية الرياضية كمؤسسات تهتم بمناشط الشباب الرياضية والثقافية والاجتماعية إلى منتصف الخمسينيات من القرن الماضي عندما قررت السلطات الإدارية المحلية منح تراخيص رسمية لهذه المؤسسات لتمكنها من مزاولة نشاطها الرياضي والثقافي والاجتماعي المشروع ووفق للقوانين واللوائح الإدارية. وتشير الصحف المحلية بأن هناك فرق رياضية قد أنشئت في بعض المدن والمناطق في فقرة مبكرة، حيث ورد ذكرها باعتبارها أندية رياضية، وقد منحت السلطات الإيطالية في عام 1922م ترخيصا لتأسيس نادي غدامس (نادي الصمود حاليا)، إلا أن معظم المهتمين بالنشاط الرياضي والمعاصرين لتلك الفترة الزمنية يؤكدون بأن هذه الأندية لم تكن بالشكل المعروف به الآن باعتبار أن الأندية بشكلها المعروف لم تظهر في ليبيا إلا في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي. ومن خلال تتبعنا لمسيرة نشاط لعبة كرة القدم الوطنية تشير بعض المصادر التاريخية خاصة صحيفة طرابلس الغرب بأن هناك بعض النوادي أسست على غرار الأندية الأجنبية المعروفة آنذاك في إقليم طرابلس الغرب، فكان أول نادي رياضي بدأ في الظهور هو نادي الاتحاد الذي تأسس عام 1944م، ثم تأسس نادي الظهرة في مدينة طرابلس عام 1947م، ونادي التسلية بالزاوية (الأولمبي حاليا)، كما في عام 1947م تأسس نادي الإصلاح في مصراتة، والنادي الأدبي (الجزيرة حاليا) في مدينة ازواره في عام 1948م، وفي عام 1950م تأسس نادي الأهلي في طرابلس. وفي عام 1953م تأسس نادي المدينة القديمة في مدينة طرابلس، وفي عام 1954م تأسس نادي ميزران (الوحدة) في مدينة طرابلس، وفي عام 1958 تأسس نادي المستقبل في منطقة الجميل، والنادي الأهلي (القرضابية) في مدينة سبها، ونادي النصر في مدينة سبها، ونادي براك في منطقة براك في فزان ونادي الأهلي (رفيق) في عام 1959م في مدينة صرمان غرب مدينة طرابلس، ثم توالي تأسيس الأندية الرياضية خلال ستينيات القرن الماضي، حيث تأسس نادي يفرن ونادي الإصلاح بنالوت ونادي السلام بتغرنه ونادي شباب غريان ونادي الأهلي بمزدة، نادي الهلال بسوق الجمعة ونادي الخمس ونادي الإصلاح بالعجيلات ونادي ترهونة ونادي الرسامين ونادي التقدم ونادي المستقبل في منطقة الجميل ونادي باب البحر، نادي الضباط، نادي شارع بن عاشور، نادي النصر بزليتن. ونادي الأهلي ونادي النصر في سبها. لقد ظلت الأندية في ليبيا فترة طويلة من الزمن بصورة عامة مركزة على النشاط الرياضي، فكانت أهم الألعاب التي تزاولها هذه الأندية: لعبة كرة القدم، كرة السلة، الكرة الطائرة، التنس، كما أن البعض الأخر ركز اهتمامه على الملاكمة، والدراجات، وألعاب القوة ولهذا فإن معظم المنتسبين إليها والذين كانوا يترددون عليها هم من هواة هذه الألعاب أو المشجعين لها، ولم يكن لها أي دور فعال في خدمة الشباب من النواحي الثقافية والفنية أو خدمة البيئة المحيطة بها من النواحي الاجتماعية المختلفة. ولكن كان هناك بعض الأندية التي كانت تهتم بالجوانب الأخرى خاصة في المدن الكبرى، وقد ساعد على هذا ارتفاع نسبة المثقفين بين الرياضيين والشباب المنتمين إليها وأصبحت هذه الأندية من أهم المؤسسات الثقافية والفنية والاجتماعية التي تهتم بأوقات الفراغ عند الشباب وصارت لها فرق موسيقية ومسرحية ويتردد عليها كثيرا من الشعراء والكتاب. والأندية الرياضية في ليبيا نوعين هناك من اهتم بالجانب الرياضي فقط رغم أن من أهدافها كان النشاط الثقافي والاجتماعي، حيث أطلق على أغلبها تسمية الأندية الرياضية الثقافية الاجتماعية إلا أن من تقيد بهذه التسمية أندية قليلة جدا، فكان نادي الاتحاد الرياضي من بينها حيث كان له دور ثقافي واجتماعي وسياسي في إقليم طرابلس الغرب. يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على دور نادي الاتحاد الرياضي؟ والدور الذي لعبه مؤسسية في قيادة الحراك السياسي في طرابلس الغرب ومعارضته للإدارة البريطانية أبان اللجنة التحقيق الرباعية، وموقفه من الحكومة الليبية بعد الاستقلال ومساندته للزعيم بشير السعداوي في الانتخابات مما أدى إلى تصادمه ومعارضته في بعض الأحيان لها. وسوف نحاول هنا أن نطرح بعض التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات علمية وموضوعية وستكون محاور هذا البحث كالآتي: متى تأسس نادي الاتحاد الرياضي في طرابلس الغرب؟ ما هي أهداف وتوجهات مؤسسية السياسية؟ وما هي أهم الأحداث السياسية التي واجهته أبان الإدارة البريطانية؟ وكيف كان موقفه من لجنة التحقيق الرباعية؟ ما هي أهم المشاكل والعراقيل التي واجهته بعد الاستقلال؟ وكيف كان دوره السياسي الثقافي، والاجتماعي، والرياضي في طرابلس؟ وستكون الإجابة على هذه التساؤلات هي موضوع ورقتنا البحثية التي نحاول فيها توضيح دور هذا النادي السياسي والثقافي والاجتماعي والرياضي في مدينة طرابلس الغرب.
The establishment of football sports teams in Libya began since the Italian occupation, i.e. before the twenties of the last century, but the establishment of sports clubs as institutions concerned with the sports, cultural and social activities of youth appeared in the mid-fifties of the last century when the local administrative authorities decided to grant official licenses to these institutions to enable them to practice Its sporting, cultural and social activity is legitimate and in accordance with the laws and administrative regulations. Some historical sources, especially the newspaper Tripoli Al-Gharb, indicate that there are some clubs founded along the lines of the foreign clubs known at the time in the western region of Tripoli. Al-Ittihad Sports Club was the first club that began to appear in 1944 AD, after the merger of the two clubs Al Nahda and Al-Shab, where since its establishment it played a major role in running the activity The sports club in the city of Tripoli, where there was no organization to organize sports competitions between sports teams, so the club took over this task and organized friendly competitions with English, Italian, Jewish and German teams, and also played a major role in cultural and social activity, establishing theatrical and musical groups and was a platform for preachers and poets, thus becoming a kiss that tends to It was visited by the educated youth in the city of Tripoli to express their opinions, so he took it upon himself to promote the literary movement, especially since most of its members were among the pioneers of the literary, theatrical and artistic movement in Libya. In the sports movement only, but also made the cultural movement parallel to sports and social activity, and also contributed to the political movement in the region Tripoli.
|