المستخلص: |
بعد هذه الجولة السريعة عن الشعر الجاهلي، وما يربطه بالقرآن العظيم، وما أثير حوله من شبهة الانتحال، توصلنا إلى أن الشعر الجاهلي يشكل مصدرا ثرا لإثبات إعجاز القرآن الكريم في نظمه وفصاحته وبلاغته؛ لأن أصحاب الذوق الرفيع ممن تملكوا ناصية الكلام، هم الذين شهدوا بمنزلة القرآن وتفوق أسلوبه. وكذلك عرفنا أن الشعر الجاهلي يعتبر كنزا لا ينفد ولا يمكن تجاهله لمن يريد أن يتمكن من معرفة دقائق اللغة وأسرارها ويستكمل آلته للتفسير. كما تبين لنا أن قضية الانتحال كانت ذات أبعاد خطيرة، أريد من خلالها النيل من تحدي القرآن للعرب أن يأتوا بمثله، حيث نزل بلغتهم التي كانوا يمتازون ويفتخرون بها بين الأمم، فإذا انتفى عنهم ما هو مصدر اعتزازهم وافتخارهم في فصاحة اللسان وبلاغة القول، وهو الشعر الجاهلي، انتفى معنى التحدي الذي جاء به القرآن، وكأنهم أرادوا بذلك زرع الشكوك في القلوب وإثارة الريبة في النفوس في مصداقية القرآن نفسه. والعياذ بالله.
|