المستخلص: |
سعت هذه الدراسة إلى استقصاء شيمة الكرم في الشعر العباسي، وتحليلها في أشعار فئات مختلفة من الشعراء، أصولا، وبيئة، وفكرا، وانتماء، وثقافة، وعلى مدى ما يقرب من خمسة قرون؛ للوقوف على كيفية تناول الشعراء العباسيين لهذه الشيمة، وأبرز المؤثرات التي لعبت دورا بارزا في هذا التناول، لتشكيل صورة الكرم والكرماء في الشعر العباسي. وتناولت الدراسة صورتي الكرم ومظاهره كما رسمها الشعراء العباسيون، فتحدثت عن مظاهر الكرم المادي، كقرى الضيف بكل متعلقاته، والجود بالمال بأشكاله، والهدايا المادية بأصنافها، وعرضت مظاهر الكرم المعنوي، كالجود بالنفس، والجاه، والإيثار. ووقفت الدراسة على المؤثرات الدينية والتراثية في تناول شيمة الكرم، فعرضت لأثر القرآن الكريم لفظا ومعنى وصورة، وما يتعلق به من قصص وأمثال، وأثر كل من الحديث النبوي الشريف، والعبادات والشعائر الدينية، والفقه الإسلامي، وعالجت أثر الموروث التاريخي، من حيث توظيف الشخصيات التاريخية، والأحداث والقصص، والوقائع والمعارك، وأثر التراث الشعبي متمثلا بتوظيف المثل في تناول هذه الشيمة. وتناولت الدراسة في فصلها الأخير، المؤثرات العلمية والفكرية في تناول شيمة الكرم، فوقفت على أثر البيئة العلمية، وأثر الفكر اليوناني، وأثر المذاهب الدينية والكلامية، من حيث توظيف ألفاظهم ومصطلحاتهم، واستخدام أساليبهم، كأسلوب الحوار، وحسن التعليل، والاحتجاج بأنواعه؛ لتظهر لنا الدراسة في هذا الفصل تنوع صورة الكرم، وتحولاتها بحسب البيئات المختلفة. وانتهت الدراسة بخاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث.
|