المستخلص: |
يعد ارتفاع كوليسترول الدم عامل خطر رئيسي في الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب الذي أصبح السبب الرئيسي للوفاة في العالم. قد يكون نوع الدهون الغذائية الموجودة في الحمية اليومية عامل مساهم في ارتفاع الكوليسترول واختلال الدهنيات في الدم إلا أنه لم تثبت أي علاقة حاسمة علميا. يعد تناول زيت الزيتون والزيتون المخلل أحد ميزات النظام الغذائي لمنطقة حوض البحر المتوسط والذي ارتبط بانخفاض معدل الإصابة بتصلب الشرايين وارتفاع كوليسترول الدم. كما قد وجد مؤخرا وجود علاقة بين الأحياء الدقيقة في الأمعاء وعمليات أيض الدهون. وهكذا، فإن هذه الدراسة تهدف إلى تحديد الخصائص التغذوية الميكروبيولوجية للزيتون النبالي البلدي الأخضر المخلل. وبالإضافة إلى ذلك، لاختبار تأثير الدهون الغذائية المختلفة التي تتفاوت درجة الإشباع والزيتون المخلل مع أو بدون إضافة الكوليسترول على مجموعات من الأحياء الدقيقة في أمعاء الجرذان. واختبار الارتباط بين التغيرات في مستويات دهون مصل الدم مع الأحياء الدقيقة في الأمعاء في الجرذان. تم تحضير الزيتون المخلل وفقا للطريقة التقليدية في الأردن. حيث تم حفظ الزيتون النبالي البلدي الأخضر في محلول ملحي بنسبة 10% لمدة 3 شهور. خلال هذه المدة تم أخذ عينات من الزيتون لكشف عن الأحياء الدقيقة المسؤولة عن عملية التخليل. بعد انتهاء مدة الخليل، أخذت عينات من الزيتون المخلل لتحليلها كيميائيا، بالإضافة إلى تحليل الأحماض الدهنية فيها. التحليل التقريبي للزيتون النبالي البلدي الأخضر المخلل كشف أنه يحتوي على محتوى ملموس من الألياف الغذائية (3 غم/ 100غم زيتون) وبلغ مجموع البوليفينولز (300 غم/ 100 غم) ومحتوى الزيت (19.3 غم/ 100 غم)، حيث أن حمض الأولييك هو الحمض الدهني الرئيسي في الزيتون بنسبة 70% من الأحماض الدهنية في الزيتون. عملية تخليل الزيتون تمت بشكل رئيسي نتيجة نشاط الخمائر من نوع Candida diddensiaeوCandida naeodendra. تم اختيار 96 جرذا من نوع "الويستر" لتتناول وجبات غذائية معتمدة إما على الكوليسترول لتحفيز ارتفاع كوليسترول الدم أو بدون كوليسترول. في كل نوع من أنواع الوجبات الغذائية تم استخدام 10% من زيت الزيتون أو الزيتون المخلل أو الخميرة مع زيت زيتون أو Lactobacillus plantarum مع زيت زيتون أو دهن الخاروف أو زيت الذرة بدون الكولسترول، و6 مجموعات مماثلة ولكن بإضافة 1% الكولسترول. وقد استمر تناول هذه الوجبات لمدة 9 أسابيع. في نهاية الدراسة، تم قياس مستوى دهنيات الدم في مصل دم الجرذان. تم أيضا حساب كميات مجموعات من الأحياء الدقيقة في أمعاء الجرذان.
وجد ارتفاع ملحوظ في Bacteroidetes phylum وPrevotella في الجرذان التي تناولت الحمية المعتمدة على الزيتون المخلل مقارنة بالمجموعات الأخرى. وعلاوة على ذلك، لم تتسبب إضافة الكوليسترول بتغييرات هامة في مجموعات الأحياء الدقيقة باستثناء مجموعة Lactobacillus حيث ازدادت زيادة كبيرة في الجرذان المغذاة بالحمية المعتمدة على الزيتون المخلل مع الكوليسترول. كما لوحظ ارتفاع نسبة المجموعات. total bacteria, Cl.Coccoides-E. rectalae, Bacteroides, Prevoltella في مجموعة الجرذان المغذاة بالحمية المعتمدة على دهن الخروف. في حين انخفضت Cl. Coccoides-E. rectalae في الجرذان المغذاة بحمية دهن الخاروف مع الكوليسترول. وعلى النقيض من ذلك، فقد ازداد مجموع البكتيريا الكلي وBacteroidetes phylum, Cl. Coccoides-E. Bacteroides rectalae في مجموعة الجرذان المغذاة بالحمية المعتمدة على زيت الزيتون مع الكوليسترول مقارنة بالمجموعة المغذاة بحمية زيت الزيتون بدون كوليسترول. كانت قيم تركيز الدهون في مصل الدم في مجموعات الجرذان المغذاة بحمية زيت الزيتون والزيتون المخلل والخميرة مع زيت الزيتون وL. plantarum مع زيت الزيتون قيم متماثلة. ولكن ازداد تركيز الكوليسترول زيادة كبيرة بفعل إضافة الكوليسترول إلى الحميات الغذائية، حيث وصل تركيز LDL-C في مجموعة الجرذان المغذاة بالزيتون المخلل مع الكوليسترول إلى (162 مغ/ دل)، وفي مجموعة الجرذان المغذاة بزيت الزيتون مع الكوليسترول إلى (131 مغ/ دل). ارتفع تركيز HDL-C ارتفاعا معنويا في الجرذان المغذاة بزيت الزيتون وزيت الذرة مقارنة بالجرذان المغذاة بدهن الخاروف (89.9 مغ/دل، 85.9 مغ/ دل، على التوالي). من جهة أخرى، انخفض HDL-C عند إضافة الكوليسترول إلى تلك المجموعات. في حال حافظ كوليسترول مصل الدم على مستواه في مجموعة الجرذان المغذاة بدهن الخاروف مع الكوليسترول مقارنة بالجرذان المغذاة بدهن الخاروف. نتائج هذا البحث تظهر أن الزيتون المخلل قادر على إحداث تغييرات معنوية في الأحياء الدقيقة في أمعاء الجرذان ولكن ليس في مستوى الدهون في مصل الدم. في حين يستجيب كل من مستوى الدهون في مصل الدم والأحياء الدقيقة في أمعاء الجرذان بطريقة مختلفة لكل نوع من الدهون الغذائية قد تعتمد على درجة الإشباع في الأحماض الدهنية وعلى وجود مواد حيوية أخرى في الدهون الغذائية.
|