المستخلص: |
للقضية الشيشانية دوافع وأسباب قومية ودينية قديمة، نتجت من واقع الاحتلال الروسي لهذه المنطقة، والذي فرض عليها طابعا جديدا ومخالفا لأرثها الحضاري والثقافي، واستمرت السيطرة الروسية وإلغاء الهوية الثقافية للشعب الشيشاني طيلة العهد الروسي والسوفيتي والذي انهار في العام 1990م، على اثر تفكك الاتحاد السوفيتي والذي أبرز للوجود أمال وطموحات شعوب كثيرة في التحرر والاستقلال، ألا أن الرد الروسي كان عنيفا وقويا، فقد رفضت روسيا الاتحادية استقلال الشيشان وخاضت معها حربا عسكرية بين عامي 1994-1999، انتهت بإعادة السيطرة الروسية على الشيشان. وكان لتركيا موقف مهم من هذه الحرب نتيجة الارتباط الديني الإسلامي مع الشعب الشيشاني وإلى الإرث الحضاري والثقافي الذي ارتبطت بها الشيشان مع تركيا خلال العهد العثماني والسيطرة على هذه المناطق ونقل الديانة والتراث الإسلامي إليها، وفي العهد الجمهوري التركي فإن تركيا وبالرغم من نهجها القومي الغربي البعيد عن النمط الإسلامي، فإنها تعاملت مع قضية الشيشان من وجهتين، الأولى أنها أظهرت تعاطفا وميلا إلى تأييد قضية الشعب الشيشاني ظاهريا باعتباره شعبا مسلما لكسب ثقة الشعب التركي المسلم والشعوب الإسلامية الأخرى، وتحول هذا الموقف إلى دعم عسكري ولوجستي خلال المواجهات المسلحة التي دارت بين القوات الروسية والمسلحين الشيشان خلال الحربين الأولى عام 1994 والثانية 1999. أما الأمر الثاني فهو من وجهة نظر طبيعة المصالح التركية وارتباطها بالمصالح الغربية وعضويتها بحلف الناتو ورغبتها الملحة بالانضمام للاتحاد الأوربي وبالتالي رفض السياسة الروسية في المناطق التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي، في ذات الوقت الذي لم يصل هذا الرفض إلى حد المواجهة المباشرة مع روسيا، حينما عاد التنسيق بين الدولتين عندما أصبحت قضية الصراع في الشيشان مرتبطة بقضايا الإرهاب العالمي الذي برز بعد هجمات الحادي عشر من أيلول وحرص تركيا عدم جر نفسها إلى دائرة الاتهام بدعم الجماعات الإرهابية.
The Chechen issue has old national and religious motives and reasons, which resulted from the reality of the Russian occupation of this region, which imposed on it a new character and contrary to its cultural and cultural heritage, and Russian control and the abolition of the cultural identity of the Chechen people throughout the Russian and Soviet era, which collapsed in the year 1990 AD, resulted from the dissolution of the Soviet Union, which The most prominent hopes and aspirations of many people's for liberation and independence existed for the presence, but the Russian response was violent and strong. The Russian Federation rejected the independence of Chechnya and fought with it a military war between 1994 1999, which ended with the restoration of Russian control over Chechnya. Turkey had an important attitude on this war as a result of the Islamic religious connection with the Chechen people and the civilization and cultural heritage that Chechnya was associated with Turkey during the Ottoman period and the control of these areas and the transfer of religion and Islamic heritage to it. In the Turkish Republican era, Turkey, despite its western nationalist approach far from The Islamic pattern, as it dealt with the issue of Chechnya in two ways. The first is that it demonstrated sympathy and a tendency to support the cause of the Chechen people on the surface as a Muslim people to gain the trust of the Turkish Muslim people and other Islamic peoples, and the second from the point of view of the nature of Turkish interests It is linked to Western interests, its membership in NATO, its urgent desire to join the European Union, and thus rejected Russian policy in the areas that belonged to the Soviet Union.
|