المستخلص: |
تناول البحث جذور العلاقات التاريخية بين بلاد السودان الأوسط (تشاد) ودول الشمال الأفريقي منذ انتشار الإسلام في القارة الأفريقية على يد المسلمين الفاتحين الأوائل في القرن الأول الهجري الذين بذلوا جهودا كبيرة في نشر الإسلام وترسيخ قدمه في منطقة الشمال الأفريقي والأندلس، وأفريقيا جنوب الصحراء. لقد توطدت العلاقات بين دول الشمال الأفريقي (الدول المغاربية) ومنطقة السودان الأوسط )تشاد( نتيجة لانتشار الإسلام بن شعوب المنطقتين، وقيام ممالك إسلامية على جانبي الصحراء جمعت في نظمها السياسية بين نظم محلية، وأنماط إسلامية، وخصائص مشتركة، وثقافة موحدة، وازدهرت العلاقات، وتوطدت الصلات بين دول الشمال الأفريقي وبلاد السودان الأوسط نتيجة للتداخل بينهما عن طريق التجارة إذ كانت قوافل التجار المسلمين تجتاز الصحراء الكبرى قادمة إلى السودان الأوسط محملة بالبضائع والسلع، وكانت بلاد السودان الأوسط ملتقى لطرق هذه القوافل فحدث اتصال بين هؤلاء التجار المسلمين وبين شعوب هذه المنطقة الذين التمسوا فيهم حسن التعامل والصدق في القول، وكان الحج عاملا مهما من عوامل ازدهار ونماء هذه العلاقات، كما تطورت العلاقات السياسية والدبلوماسية بين دول الشمال الأفريقي ومنطقة السودان الأوسط وتبودلت السفارات بينهما، وازدهرت العلاقات العلمية بين الطرفين أيما ازدهار، وكان للمذهب المالكي أثر كبير في ازدهار هذه العلاقات العلمية وانتقال طلاب السودان الأوسط إلى المدارس المغربية لتلقى العلم فيها كما قدمت بعثات علمية من بلاد المغرب إلى السودان الأوسط ونتيجة لهذا التواصل فقد أصبحت ثقافة السودان الأوسط ثقافة مالكية بحتة، وانتقلت إليها أيضا طريقة البناء والعمران والخط المغربي وانتشرت اللغة العربية في هذه المنطقة أيضا وطريقة قراءة القرآن الكريم برواية الإمام نافع. وقد أدى كل ذلك إلى أن تعيش المنطقتين موضوع الدراسة وحدة دينية ومذهبية على مدى قرون جديدة.
This study deals with the roots of historical relations between the regions of central Sudan (Chad) and the North African Countries Since the spread of Islam in the African continent at the hands of the first Muslims conquerors in the first century HD. The first Muslims conquerors did a great efforts in spreading Islam and consolidating it in the North African regions, Andalusia and Sub-Saharan Africa. The relations between the North African Countries and the Central Sudan regions have been strengthened as a result of the spread of Islam between the peoples of the two regions, and the establishment of the Islamic Kingdoms on both sides of the desert. The relations were flourished, and the links were strengthened between the two regions through trade, the caravans of the Muslims merchants crossed the Sahara and reached the Central Sudan (Chad), loaded with goods and merchandise. The pilgrimage was an important factor in the prosperity and development of these relations. The political and diplomatic relations had also developed, scientific relations have flourished, the Maliki School had a great impact on the flourishing of these scientific relations, the students of the Central Sudan immigrated to Moroccan Schools to receive knowledge, the Maliki Scholars from North Africa came to the Middle Sudan for teaching and (Fatwa). As a result of these mutual relations between the two parties, the style of building and construction and the Moroccan script moved to the Central Sudan, and the Arabic language spread widely, as well as the narration of Imam Nafei in reciting the holy Quran.
|