| المستخلص: |
في الضفة الغربية وخصوصا" محافظة الخليل, لوحظ في السنوات الأخيرة زيادة مستمرة في عدد وحدات معالجة المياه المنزلية والذي بلغ 5806 وحدة في عام 2017. ما أدى الى زيادة الحاجة الى دراسة تطبيقات هذه الأنظمة وتقييم أدائها مقارنة" بمعايير نوعية المياه حسب المواصفات الفلسطينية ومواصفات منظمة الصحة العالمية. لقد وجد بأن أكثر مستخدمي هذه الأنظمة يستخدموها لاعتقادهم بأن مياه الشبكة العامة رديئة وذلك استنادا" الى الصفات الجمالية كاللون والطعم والرائحة. في هذه الدراسة تم عمل استبيان يستهدف عينة من مستخدمي هذه الأنظمة وأخذ عينات المياه عند مدخل ومخرج أكثر هذه الأنظمة استخداما" (نظام التناضح العكسي ونظام الترشيح الثلاثي), تم أخذ هذه العينات من أماكن مختلفة في محافظة الخليل وتشمل مدينة الخليل وبيت أولا وصوريف ويطا. وذلك لاجراء الفحوصات الميكروبيولوجية والتي تشمل القولونيات الكلية والبرازية والفحوصات الفيزيائية و الكيميائية التي تشمل الأملاح الذائبة و درجة الحوضة والتوصيل الكهربائي و الكلورايد و الكربونات و النيترات و الكبريتات. لوحظ بأن استخدام هذه الانظمة لا يعود لسبب واحد وانما الى اسباب وعوامل عدة تتضمن الاعتقاد بأن المياه المزودة من الشبكة العامة ملوثة وايضا قابلية المستخدم للانفاق على مثل هذه الأنظمة. كذلك فقد وجد من الاستبيان بأن 40% من مستخدمي هذه الأنظمة بمحافظة الخليل يستخدمونها لاعتقادهم بـأن نوعية المياه المزودة من الشبكة العادمة متردية وذلك اعتمادا" على الخصائص الحسية كاللون والطعم والرائحة. كذلك فقد وجد بأن هناك علاقة خطية قوية بين الثقة بنوعية المياهالناتجة وبين الثقة بأداء المزود وخاصة الصيانة. استنادا" لهذه الدراسة فقد وجد بأن المياه من الشبكة العامة امنة ونظيفة حسب المواصفات الفلسطينية. بينما وجد بأن المياه الناتجة من وحدات معالجة المياه المنزلية تخلو من عناصر مهمة وضرورية لجسم الانسان, حيث أن تركيز الأملاح الذائبة فيها أقل من من 100 ملغم/لتر, وهو ما يتعارض مع المواصفات الفلسطينية لمياه الشرب. بالاضافة الى أنه من الممكن أن يؤدي الى مشاكل صحية للعظام والجهاز العصبي والقلب والأوعية الدموية مع الاستخدام طويل الأمد. بالاضافة الى أن هذه الأنظمة تنتج مياه عذبة تركيز كربونات الكالسيوم فيها أقل من 90 ملغم/لتر ما يؤدي الى ترشيح بعض المعادن مثل الحديد ويمكن أن يؤثر على صحة الهيكل العظمي والقلب و الأوعية الدموية. لذلك فان عملية اضافة المعادن ضرورية للمياه الناتجة من هذه الأنظمة ولكن يجب العمل على ايجاد أنظمة تنتج مياه شرب أمنة ونظيفة وتتطابق مع مواصفات مياه الشرب الفلسطينية ومواصفات منظمة الصحة العالمية دون الحاجة الى اضافة المعادن. ومن الفحوصاتالبيولوجيية والفيزيائية تبين ايضا تعرض النظام الى تلوث بيولوجي وتراكم للاملاح وبالتالي هناك حاجة ماسة الى الصيانة الدورية لضمان الحصول على نفس نوعسة المياه طوال مدة الاستخدام . كذلك فانه تقع على عاتق الجهات المختصة مسؤولية مراقبة تسويق هذه الأنظمة, وزيادة وعي الناس حول نوعية المياه المزودة من الشبكة العامة واجراءات السلامة التي يجب بذلها من قبل المستهلكلضمان الحصول على مياه أمنة ونظيفة من الشيكة العامة.
|
