المستخلص: |
فقد كيان الدولة المركزية الجديدة في بغداد أجزاء كبيرة من المغرب الأوسط والمغرب الأقصى وكذلك الأندلس، وسوف يدرس الباحث سياسات الدولة العباسية في الأجزاء التي بقيت في يدها وجهودها في المحافظة على هذه المناطق، وكيف تطورت علاقة الدولة العباسية بالأسر العربية التي حكمت إفريقية والمغرب تحت المظلة العباسية، وأسباب فشل تلك الأسر في الاستمرار في حكم إفريقية وشرق المغرب الأوسط. ولن يتطرق البحث إلى الدويلات التي لم تكن تدين بالولاء المباشر للخليفة العباسي، مثل الدارسة ودويلات الخوارج والمشيخات البربرية، إلا بقدر علاقاتها مع ولاية إفريقية، قبل الأغالبة وبعد قيام دولتهم، وليس مع الخلافة العباسية. كما يناقش الأسباب والظروف التي أدت إلى نجاح الدولة، أخيرا، في تنصيب كيان موال لها في إفريقية وشرق المغرب الأوسط، بعد عدة محاولات فاشلة كان الهدف منها تأمين ما يمكن تأمينه من الجناح الغربي من الدولة، وتدعيمه بكيانات قوية تستطيع الوقوف في مواجهة الأخطار المحدقة بالدولة العباسية كالأدارسة والخوارج وبني أمية في الأندلس، كما سيدرس الباحث ظاهرة حرص الدولة العباسية على تقوية الولاية على حساب السلطة المركزية، وأهدافها من ذلك .ثم يتعرض الباحث لما يتردد في بعض المصادر من اتفاق مبرم بين الخليفة العباسي، وإبراهيم بن الأغلب، يلتزم فيه الأخير بشروط معينة، مقابل توليه ولاية إفريقية وأجزاء من المغرب، وتوارث أسرته الحكم فيها. وسوف يوضح الباحث الملابسات التي أحاطت بقيام إمارة الأغالبة وكيف تحولت إلى إرث لبني الأغلب، ثم أهداف الأغالبة من وراء التعلق بذلك الاتفاق المزعوم، حتى أواخر أيام دولتهم وأخيرا يستعرض الباحث العلاقة بين العباسيين والأغالبة منذ قيام الإمارة الأغلببة حتى سقوطها محاولا استقراء تأثير اللبنات المبكرة لتلك العلاقة على مجرياتها خلال القرن الثالث الهجري. كما سيتعرض البحث إلى قيام الأغالبة بتنفيذ سياسات الدولة العباسية في المنطقة وحماية حدودها الغربية من أخطار أعدائها المتربصين.
At the outset this study examine the motives of the Abbasids in creatng a satalite state in Afriqiyyah and parts of the Middle Maghrib after several abortive attempts, and also the Abbasid unlimited support for their wali (amir) of this state in the face of stiff resistence from the Arab army. The Aghlahids Amirs were loyal to the Abbasids establishment and they served as a puffer state in Afriqiyyah and middle Maghrib carrying out the Abbasids policies towards the Kharijites, the Idrisids and the Umayyads of Spain. Last but not least the author will deal with the alleged pact reached between the Caliph Harun al-Rashid and Ibrahim b. alAghlab to stibulate the financial relation between autonimous Ibn al-Aghlab and the Caliphate, and the reason behind the Aghlabid attachment to this myth even after the decline of Caliph’s authority.
|