ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التحديات القانونية للمدن الذكية

المصدر: مجلة الحقوق
الناشر: الجامعة المستنصرية - كلية القانون
المؤلف الرئيسي: القيسى، حنان محمد مطلك (مؤلف)
المجلد/العدد: مج13, ملحق
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2022
الصفحات: 3 - 20
ISSN: 2075-1532
رقم MD: 1257009
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: "تطور مفهوم المدينة خلال العصور المختلفة بما يعكس التطور في الأنشطة الإنسانية المختلفة وبما يوازي التطور الحاصل في المجالات العلمية والتقنية المختلفة، فمع حلول القرن الحادي والعشرين، انتقل العالم بشكل متسارع من عصر الصناعة إلى عصر المعلومات، ولا ريب أن التطور المتنامي في تقنيات المعلومات والاتصالات أدى إلى تطور موازي في جميع الأنشطة الإنسانية، ومن ثم ظهرت مصطلحات ومفاهيم أصبحت جزءا من الحياة اليومية للمجتمعات، مثل التجارة الإلكترونية، البريد الإلكتروني والتعليم الإلكتروني والجامعة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية، وقد أدى كل ذلك إلى ظهور مجتمع المعلومات. ولما كانت المدينة هي المكان الذي يمارس فيه الأفراد الأنشطة الحياتية المختلفة، فأنها في نفس الوقت تمثل مجموعة من التحديات، فإذا كان 70% من سكان العالم تقريبا يعيشون الآن في المدن، وينمو عدد سكان الحضر كل شهر بنحو 5 ملايين شخص بين الولادات والهجرة، فإن هؤلاء مسؤولين في الغالب عن استهلاك (60- 80%) من الطاقة في العالم، كما أنهم مسؤولين عن أكثر من 70% من انبعاثات الكربون في العالم، وهذه الأرقام تعني أن مواردنا الحضرية تتعرض لضغوط كبيرة لا يمكن تحملها، بما في ذلك المياه والطاقة، والشرطة، فضلا عن الضغط المستمر على البنية التحتية الحالية للمدن، من جهة أخرى أدى التحضر السريع إلى تحديات إضافية مثل وازدحام المرور، وتلوث المياه، وما يرتبط بها من قضايا صحية. وكل ما تقدم يجعل التغيير من المدن التقليدية نحو المدن الرقمية أمرا مهما، واضعين في الاعتبار أمران في غاية الأهمية: أولهما أن المدن اليوم أصبحت تعتمد اعتمادا متزايدا على التقنيات، ففي الواقع لا تكاد تخلو مدينة ما في العالم (النامي والمتقدم) من قدر معين من مظاهر التطور التقني، فكل المدن تحتوي على شبكات اتصالات سلكية ولا سلكية، تعمل على خدمة الأفراد في مختلف المجالات، وثانيهما إن التطور التقني أدى إلى ظهور مجتمع من نمط جديد ويؤدي الأنشطة المختلفة من خلال الوسائل الافتراضية بدلا من الوسائل الاعتيادية، يطلق عليه مجتمع المعرفة أو المجتمع الرقمي، ومن ثم يمكن للحكومات والبلديات أن تستخدم تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لبناء مدن أكثر ذكاء وأكثر استدامة لمواطنيها. وعلى الرغم من أن أسلوب الحياة العربي يعتمد على استنزاف الموارد بشكل عام وانتظار معجزات الغد، وهذا يبدو جليا في ثقافتنا وموروثاتنا الشعبية، وينعكس ذلك سلبا على طرق حل المشاكل القائمة منها والمستقبلية، لذا نعتقد أنه من الجدير التعرف على ما يجري في البقعة الأخرى من الكرة الأرضية لعل وعسى أن نستفيد من هذه المعرفة ونعتمد بعضا من مفاهيمها في حياتنا لنحافظ على مواردنا للأجيال القادمة. إذ يطغى على الساحة التكنولوجية مؤخرا مصطلح ""المدن الذكية""، وهي مدينة مبتكرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتوفير بيئة رقمية صديقة للبيئة ومحفزة للتعلم والإبداع تسهم في توفير بيئة مستدامة تعزز الشعور بالسعادة والصحة، ولتحسين نوعية الحياة، من خلال تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة وإدارة المخلفات، وتحسين الإسكان والرعاية الصحية، وتحسين تدفق حركة المرور والسلامة، والكشف عن جودة الهواء، وتنبيه الشرطة إلى الجرائم التي تحدث في الشوارع وتحسين شبكات المياه والصرف الصحي، وتلبي في الوقت نفسه احتياجات الأجيال الحالية والقادمة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والثقافية. وإذا كان الأمر كذلك فلابد من إلى الإشارة إلى مسألتين، أولاهما أن التحول إلى المدن الذكية يثير جملة من الإشكالات القانونية، تشريعية وإدارية وقضائية، وثانيهما عدم التناسب ما بين التطورات التكنلوجية والإطار القانوني الذي ينظمها، لذا بادرنا للبحث في المدن الذكية للإجابة عن بعض التساؤلات مثل ما هو مفهوم المدن الذكية؟ وما هي خصائصها؟ وكيف تتم تلبية خدمات السكان؟ وما الهدف منها وهل تعتبر المدن الذكية مكان فاخر لبعض المواطنين أم مكان مفتوح لجميع السكان؟ وما هي أهم التحديات التشريعية والإدارية التي تواجهها؟"

ISSN: 2075-1532