المستخلص: |
الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، والصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد أفضل الأنبياء وخاتم المرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الكرام أجمعين وسلم تسليما. وبعد: إن الشريعة الإسلامية لها أحكام تتلائم مع روح العصر وليست بعيدا عن التقنيات والأجهزة المتطورة والحديثة فهي متلازمة ومتماسكة معها لأن من مقاصدها الضروريات الخمسة فهي مشرعة للقوانين المنسجمة معها سواء في العبادات أو المعاملات وكل ما يحتاجه المسلم في حياته اليومية لأن العالم المعاصر يشهد تطورات وتقنيات سريعة ومتطورة بل وثورة علمية معرفية هائلة في كل المجالات ومنها الاتصالات المرئية والمسموعة المعاصرة وفرض معلوماتها بقوة على كافة الأصعدة بسبب التطور الهائل الذي وصل إليه الإبداع والتفوق من لدن علماءنا وأساتذتنا في وقتنا الحاضر ومن ميزات التطور الهائل أنها دخلت في أحكام ديننا الحنيف في تعاملات المسلمين فيما بينهم وبين غيرهم ليكون شاملا لهم فتخطت المسافات وقصرت المكانات وقربت الأوقات في تقريب القريب والبعيد لتكون الشريعة الإسلامية حاضنة للأجهزة والتقنية الحاضرة المعاصرة لتعطي للفرد والطوائف الأخرى أنها تتفاعل معها وليست بعيدة عنها لأن الشريعة الإسلامية تأخذ من غيرها وتعرضها على أحكامها فان وافقتها أخذت منها وان لم توافقها ابتعدت عنها ورفضتها، ومن تلك التقنيات الأجهزة الإلكترونية المعاصرة حيث ساعدت في تطوير إجراء العقود التي كانت تعقد في مجلس واحد عن طريق تلاقي الأبدان والاجتماع بين المتعاقدين، فحولتها إلى عقود تجري عبر المراسلة الخطية والمرئية والمسموعة التي ينقلها الفاكس، أو الهاتف المحمول، أو المراسلة الكلامية التي ينقلها الهاتف الأرضي أو الهاتف النقال، أو المحادثة الكتابية في غرف الدردشة المعروفة بـ "الشات"، أو عبر ما يعرف بالمسنجر أو "الواتس أب"... وغيرها، فأدى ذلك إلى شيوع ما يعرف بـ "العقود التجارية الإلكترونية" و"الزواج الإلكتروني"، وغيرها ولم يتوقف الأمر عند هذا فقط، بل تعداه إلى إجراء فسخ العقود عبر الوسائل نفسها، فأصبحت العقود تفسخ عبر مكالمة هاتفية، أو رسالة إلكترونية، ترسل عبر شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت ومن ضمن العقود عقد الزواج الذي وصفه الله عز وجـل بالميثـاق الغليظ (وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا) فهــو ميثــاق غليظ، وربــاط وثيــق، في ذاته، وبما ينتج عنه من آثار، ولذا أولت الشرعية الإسلامية هذا العقـد عنايـة كبـيرة، بـما أوجبـه مـن أركان وشروط وصحة ووجوب لابد من توافرها ليكون هذا العقد صحيحا وبما أن هذه الاتصالات الحديثة قد دخلت بأجهزتها على تعاملات الناس المختلفة؛ من إجراء العقود وفسخها، وكثر السؤال عنه علما أن المحاكم العراقية في ظروف جائحة كورنا أصبح الزواج عن طريق الأنترنيت بسبب الظروف الصحية للبلد وغير ذلك فشددت العزم على كتابة بحثي (آلية الأنترنيت في عقد الزواج فقهيا) لأبين أقوال الفقهاء ومعالجة نازلة من نوازل العصر وإيجاد الحلول المناسبة لها ولأضيف إلى من كتب قبلي في صدد الموضوع من تطورات وأحكام ضمن تحديات الشريعة لنعلم القاري ما هي إمكانية الشريعة الإسلامية في مشاركة العلوم المعاصرة وأنها متلائمة وثابتة في أحكامها وإن وجد طارئ فهي متغيرة بتغير الأزمنة والأمكنة ثابتة في أحكامها وأصولها ولقد قسمت البحث إلى مباحث ومطالب وكما موجد فيه خوفا من الإطالة واختصار في الكتابة وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
In the name of God, the Most Gracious, the Most Merciful, and praise be to God, and prayers and peace be upon the Messenger of God, and after: The Islamic Sharia has provisions that are compatible with the spirit of the age and are not far from advanced and modern technologies and devices. Transactions and all that a Muslim needs in his daily life because the contemporary world is witnessing rapid and advanced developments and technologies, and even a huge scientific and knowledge revolution in all fields, including contemporary audio-visual communications, and the imposition of its information strongly at all levels due to the tremendous development that creativity and excellence have reached in our time This led to the spread of what are known as “electronic commercial contracts” and “electronic marriage. Among the contracts, the marriage contract, which God Almighty described as a heavy covenant (and He took from you a coarse covenant) is a coarse covenant, and a bond in itself of which results in a bond, Therefore, Islamic legitimacy has given this contract great care. And the Iraqi courts applied this in the circumstances of the Corona pandemic, so marriage became via the Internet due to the health conditions of the country and others. Islamic participation in contemporary sciences and that they are compatible and fixed in their rulings, and if there is an emergency, they are changing with the change of times and places, fixed in their rulings and origins.
|