| المستخلص: |
بعد فتح المسلمين للأندلس سنة (711 م) وتمكنهم من السيطرة على تلك المناطق التي خضعت لسيطرتهم ما يزيد عن ثمانية قرون، تمكن المسلمون خلالها من تكوين دولة متكاملة الأطراف، بدأ خلالها المسلمون التعامل مع العناصر التي يتكون منها المجتمع الأندلسي آنذاك، بطريقة يسودها روح الإسلام الذي يدعو إلى التسامح والوئام والتعايش السلمي لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، فالتزمت الأطراف الأخرى العمل على بناء دولة الإسلام هناك، وخضعت للقوانين التي يصدرها الحكام، وتسير بها الدولة عربا ونصارى ويهودا ، والتسامح والعفو والوئام شيء راسخ في ديننا الإسلامي ومبدأ من مبادئه الأساسية، ونحن اليوم في أمس الحاجة في مجتمعاتنا العربية عموما أن نتذكر هذه المبادئ، والعودة إلى ما ورد في كتابنا العزيز، من آيات تشير إلى هذا الموضوع، حتى يلتئم جرح الأمة القائم على الخلافات المذهبية والسياسية والمصلحية، لنتخذ من سابق هذه الأمة الإسلامية مثلا يحتذى وخاصة في المثابرة والجد والبحث عن العلوم المفيدة التي تسهم في بناء بلادنا من الناحية الفكرية والعلمية والأدبية والصناعية، وأن نتلمس خطاهم الحضارية التي شهد بها الكثير، ولم يكتف المسلمون والعرب تقدم بلادهم في جميع الفنون، بل أسهموا في رقي المجتمعات المجاورة، وخاصة التي وقعت تحت سيطرتهم. ولهذه الروح الإسلامية التي تشربها أهل الأندلس من عرب ومسلمين، وعاملوا بها الآخرين، أعددت هذا البحث بالقدر الذي يبين للقارئ أو الباحث هذا المدلول: الصلح وتسامح العرب والمسلمين ووئامهم مع النصارى واليهود من خلال تاريخهم وأدبهم الأندلسي. قسمت هذا البحث إلى ثلاثة مباحث وخاتمة، الأول: يتناول المساواة والتسامح والعفو والوئام في الشريعة الإسلامية، والثاني تناولت فيه تسامح عرب ومسلمي الأندلس مع النصارى، والثالث: خصص لتسامح العرب والمسلمين في الأندلس مع اليهود، وخاتمة أودعت فيها ما وصل إليه هذا البحث من نتائج.
Muslims controlled Andalusia for more than eight centuries, during which they were able to form an integrated state; During this period, Muslims dealt with the elements that made up the Andalusian society at the time in a way that was pervaded by the spirit of Islam, which calls for tolerance, harmony and peaceful coexistence. There is no difference between an Arab and a non-Arab except by piety and good dealing. The Islamic state was subject to the laws issued by the rulers, as these laws applied to all Arabs, Christians and Jews. Tolerance, forgiveness and harmony is a well-established thing in our Islamic religion and one of its basic principles. Because of this Islamic spirit that distinguished the people of Andalusia, Arabs and Muslims, and through which they treated others, I have prepared this research to the extent that it shows to the reader or researcher this meaning: peace, tolerance of Arabs and Muslims and their harmony with Christians and Jews through their Andalusian history and literature. This research was divided into three sections and a conclusion, the first dealt with equality, tolerance, forgiveness and harmony in Islamic law, the second dealt with the tolerance of Arabs and Muslims of Andalusia with the Christians, and I devoted the third to the tolerance of Arabs and Muslims in Andalusia with the Jews, in addition to a conclusion with the results of the research concluded.
|
