المستخلص: |
لم تكن المواد الأدبية المتعلقة بوصف الصيد، والمشاركين به، الصياد، الحصان الباز والكلاب، والطرائد بطبيعة الحال، التي استعارها الحريزي من قصائد الصيد العربية في مراحلها المختلفة، الجاهلية، المخضرمة، الأموية والعباسية، هي الأمر الوحيد الذي استعارته فقط، بل كذلك السؤال الأخلاقي الكامن في اصطياد الحيوانات ومصير الموت الذي ينتظر الإنسان. لكن الحريزي أجاد في وصفه المثير لقصة الصيد، وكل ما يتصل بها، وفي النقاش النظري في مسألة العدل الإلهي، على حد سواء. وهو النقاش الذي يمتلك مهارة أكبر من الشاعر العربي في طرحه، بوصفه ملتزما بعقيدة دينية وفلسفية. يذكر، أن الشاعر الحريزي لم يكن أول شعراء اليهود في الأندلس، الذين هاجروا إلى بلاد الشرق، وقد سبقه إسحاق ابن خلفون، يهودا هليفي، إسحاق ابن عزرا وموشية بارششت. ويبدو تأثير القصيدة العربية على شعره واضحا جدا، وأكثر من تأثيرها على شعر الذين سبقوه، بل وعلى شعر أي شاعر يهودي أندلسي، وبما فيهم أبناء الفترة الإسلامية هناك، بمعنى في الفترة التي أبدع في شعراء الأندلس-منذ مناحم بن سروك ودناش بن لبرات، وصولا إلى موشيه بن عزرا وأبناء عصره -في ظل حكم عربي وبيئة ثقافية عربية -إسلامية خالصة. وهذه الحقيقة يمكن ردها بطبيعة الحال، إلى أن الحريزي قضى الفترة الأخيرة من حياته في بلاد الشرق، وهناك لم يطلع على القصيدة العربية المعاصرة فحسب، بل اطلع على القصيدة العربية القديمة منذ الفترة الجاهلية. ومما يثير الاستغراب أن البحث العلمي، لم يتناول بعد وبالمستوى المطلوب، المكانة المركزية التي احتلتها اللغة العربية في نتاج الحريزي الأدبي، وسنختصر الإشارة هنا إلى عناوين لفصول فقط: ترجمة للعربية لمؤلفات من مجال الفلسفة، العلم والدين من العربية والعربية -اليهودية، نظم قصائد عربية لحاكمين مسلمين، نظم قصائد عربية -يهودية ومقامات باللغة العربية -اليهودية، دمج العربية والعبرية (والآرامية) في قصيدة واحدة، وكذلك، ترجمة وتحقيق مقامات عربية من الشرق والغرب. تجدر الإشارة، إلى أنه بالرغم من أن الحريزي يبدو كأنه يترجم المقامة من العربية إلى العبرية، إلا أن المقارنة العميقة بين الأصل العربي وبين الترجمة العبرية، تكشف أنه اعتمد في ترجمتها عالمه اليهودي. ولا يمكن الأمر فقط، في ما وصفه أفراهم لافي "تهويد المقامة"، في إشارة إلى ترجمة مقامات الحريزي بعنوان "نصوص إيتئيل"، بل في المواضيع الجوهرية كذلك، لكن لا يسمح هذا المقام من الإطالة في الحديث عنها.
This article treats the prominent presence of Judaism and of the Jews in two of al-Muqri’s novels: (a) The novel, which bears the provocative and challenging name, Al-Yahūdī al-Ḥālī (“The Handsome Jew”) (2009). It is the story of a love affair which happened in the 17th century between a young and educated Muslim girl, the daughter of the local mufti (high religious personality), and a very handsome young Jewish boy. The background is set against the infamous Headgears’ Decree (1667) and the Mawza’ Exile (1679). (b) Bukhūr ‘Adanī (Adeni Incense) (2014), a very comprehensive novel wherein al-Muqri lays out in detail his cultural and humanitarian perspective that spans the world, by means of a utopian perspective of mutual co-existence between the adherents of different religions and faiths in the cosmopolitan city of Aden. The first disintegration of this social framework, which stands at the very center of the novel's plot, comes actually with the immigration of Yemenite Jews to the land of Israel, an event that al-Muqri view with great understanding. Thus, based on al-Muqri’s literary fiction which reflects therein, in accordance with his mimesis, a true reality, the end of the homeland Aden is ushered in: the end of individual freedom, the end of Jewish communal life in the city, and above all, the end of universal human equality.
|