المصدر: | مجلة شؤون دبلوماسية |
---|---|
الناشر: | الجامعة البريطانية الليبية - معهد الدراسات الدبلوماسية |
المؤلف الرئيسي: | مامون، هالة قاسم عبدالحليم (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج4, ع6,7 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
ليبيا |
التاريخ الميلادي: |
2020
|
الشهر: | يوليو |
الصفحات: | 254 - 259 |
رقم MD: | 1276066 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
بعد ما تم تناوله، هل نجح فيروس كورونا في تغيير شكل العالم؟، حقيقة الأمر أن فيروس كورونا هو ليس أول وباء يواجه البشرية في العصر الحديث، فمثلا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى انتشرت في أوروبا الأنفلونزا الإسبانية، والتي كانت أشد فتكا من كورونا، حيث حصدت أرواح أكثر من خمسين مليون شخص، نتيجة لعدم توافر الإمكانيات العلمية أو المادية الكافية لمواجهته وقتها. وبالرغم من ذلك، فأن هذا الوباء لم يؤثر في شكل العالم، ولم يعتبره المؤرخون من الأحداث المؤثرة في العالم، بينما أدى فيروس كورونا إلى انهيار الأنظمة الصحية في العديد من الدول الكبرى كما سبق وأن ذكرنا، فضلا عن هبوط أسعار النفط، وبالتالي أضر باقتصاديات العديد من الدول. في الواقع، لن نستطيع الآن ونحن على بعد مجرد شهور من بداية اندلاع الأزمة، أن نجزم بأن الفيروس والأزمات الاقتصادية التي خلفها، قد نجح في تغيير شكل العالم، فمازالت الولايات المتحدة مثلا هي القطب الأوحد على الساحة الدولية، فهي، وان أهتز اقتصادها، إلا انها مازالت متمسكة بمكانتها الدولية والاقتصادية، فبعد انهيارها، عادت البورصة الأمريكية إلى الصعود مرة أخرى في نهاية الأسبوع الأول من يونيو 2020. وكذلك الأمر بالنسبة لدول الخليج، فانخفاض أسعار البترول هو مؤقت، ولم يصاحبه مثلا انخفاض في أسعار العملات، وما أن تعود الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى، ويعود معها الطلب على البترول مع بداية حركة الطيران، سيرتفع سعر البترول مرة أخرى، بالطبع سيتعثر الاقتصاد بهذه الدول لفترة نتيجة شهور الإغلاق العام التي أدت إلى ركود الأسواق بها، إلا أنه من المتوقع حدوث انتعاشه قوية بالأسواق فور عودتها، فالتعثر لا يعنى الانهيار. وعلى الصعيد الأخر، يمكن توقع استمرار الصعود الصيني وكذلك الروسي كأقطاب جديدة تسعى للتنافس بقوة مع الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك تأثر القارة الأوروبية اقتصاديا من الفيروس مما ينذر ببط تعافيها بعد انتهاء الأزمة، فأوروبا لا تمتلك نفطا وانما كانت السياحة الترفيهية والعلاجية موردا أساسيا من مواردها، وهو المتوقع تراجعه لعدة سنوات، وبناء عليه سيحدث انتقال في ميزان القوى العالمية من الغرب إلى الشرق، حيث استطاعت هذه الدول تدارك الأزمة وتعاملت معها بشكل احترافي. كذلك من المتوقع نمو الحركات القومية، وإحكام أعتى الدول الديمقراطية قبضتها على الحكم، حيث أنه من أجل مواجهة الفيروس، فرضت جميع الدول العديد من الإجراءات الاستثنائية وبسطت سلطتها على جميع القطاعات، وحين انتهاء الأزمة، من غير المتوقع أن تتخلى هذه الدول عن سلطاتها بسهولة." |
---|