ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الثقافة السياسية الإيرانية: المصادر والسمات وأبعاد التأثير

المصدر: مجلة الدراسات الإيرانية
الناشر: المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المؤلف الرئيسي: القاضي، محمد حسن (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Al-Qadi, Mohammed Hassan
المجلد/العدد: مج2, ع8
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2018
الشهر: سبتمبر
الصفحات: 23 - 43
ISSN: 1658-7464
رقم MD: 1284966
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

8

حفظ في:
المستخلص: يسعى النظام الإيراني الحاكم جاهدا إلى فرض قيمه وتوجهاته وتصوراته، ونشرها على أوسع نطاق في المجتمع الإيراني عبر الدعاية السياسية المكثفة والتلقين الأيديولوجي، لكن هذا المسعى يواجه عقبات كبيرة، فهناك قدر واضح من الانفصال في التوجهات بين شرائح مجتمعية واسعة والنظام الحاكم. فقطاعات إيرانية عديدة، ولا سيما من الشباب والأقليات العرقية، لا تتشارك بالضرورة نفس النسق القيمي أو نفس التوجهات والتصورات والأوهام مع النخبة السياسية الحاكمة، فهذه القطاعات -على خلاف النخبة الحاكمة والقيادات -أكثر انفتاحا وأقل أيديولوجية، ولا تنظر إلى العالم بنظرة ثنائية متشددة، وتؤمن بأن الحاضر والمستقبل لا يمكن بناؤهما استنادا إلى ثقافة سياسية تميل إلى استحضار الجانب الصراعي المظلم من الماضي والاستغراق فيه وإسقاطه على تفاعلات الحاضر. كما أن هذه القطاعات ليست مسكونة بهاجس الشك في الآخر والخوف منه، ولا تنزع نحو إلقاء كل اللوم بخصوص المشكلات الإيرانية الداخلية على المؤامرات الخارجية والخصوم، بل تميل إلى تحميل النظام الإيراني المسؤولية عن معظم هذه المشكلات. وكذلك لا ترى هذه القطاعات أن ثمة أي جدوى من وراء السياسات الانتهازية للنظام الإيراني وتهافته على توسيع نفوذه الخارجي، وتنظر بغضب وعدم ارتياح إلى هذه السياسات، وما يترتب عليها من معاناة على المستوى الداخلي جراء تكلفتها الباهظة، وما ينجم عنها من تفاقم للتوترات والانقسامات والصراعات على المستوى الإقليمي (وهو ما اتضح من خلال شعارات الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في ديسمبر ٢٠١٧). هذه التوجهات المجتمعية المناقضة لتوجهات النخبة الحاكمة تمثل ضغطا في اتجاه تغيير بعض قيم الثقافة السياسية الإيرانية، لتجعل منها ثقافة أقل تشددا وريبة وماضوية وصراعية، وأكثر اعتدالا وإيجابية وواقعية. وإن كان هذا التغيير لن يتحقق سريعا وجذريا بالطبع، فتغيير الثقافة السياسية ليس بالأمر الهين ويتم على مدى فترة طويلة من الزمن. وحتى ذلك الحين ستظل الثقافة السياسية الإيرانية كعنصر محفز للتوترات والأزمات على مستوى البيئتين الداخلية والخارجية.

ISSN: 1658-7464