المستخلص: |
يعد التذهيب الإسلامي - بوصفه إبداعاً فنياً - مجالاً متميزاً وأساسيا في النسق المعرفي للفنون الإسلامية ، على خلاف ما يرى بعض الباحثين من أن هذا التذهيب لا يعدو أن يكون ( صنعة ثانوية ) أو أن يكون ملحقاً من ( ملحقات التصوير ) في هذه الفنون . ولعل ما يجعل هذا الفن - موضع الدراسة - كذلك هو تباين فهم هذه التقنية الفنية وتفسيرها ؛ فالتذهيب لا يعني التلوين بمداد الذهب من أجل زيادة القيمة الجمالية والمادية للعمل الفني المذهب فحسب ، بل إن جماليته توحي كذلك بأنه فن خاص ومميز من الفنون الإسلامية الرئيسة ؛ كفن الخط ، وفن الزخرفة ، وفن التجليد ، وغيرها . ويحاول هذا البحث توكيد هذه الفرضية من خلال مدخل دراسي لجذور هذه التقنية وأصولها العربية الممتدة إلى ما قبل الإسلام ، وأثرها في نشأة التذهيب الإسلامي وتطوره الفني على نحو خاص ومميز من الأساليب المستخدمة في تحليه المخطوطات والأبنية والمصنوعات والأعمال الفنية الإسلامية المختلفة المواد والخامات ؛ ولاسيما بعد الاكتشاف الإسلامي لمعادلات التحليل الكيميائي للذهب وإمكانية حله إلى سائل يستحضر منه مداد خاص عرف عند المسلمين وغيرهم بمداد الذهب وقد توصل البحث إلى النتائج الأساسية الآتية : تعرف الأصل العربي لفن التذهيب الإسلامي ، وتميزه بأساليب وتقنيات خاصة ومميزة تختلف عن تلك الأساليب القديمة ؛ الفرعونية والمانونية ، فضلاً عن تميز فلسفته الرمزية المشتقة من المفهوم القرآني لمصطلح ( النور ) .
|