المستخلص: |
يرتكز موضوع البحث على دراسة التوجهات السياسية للولايات المتحدة الأميركية تجاه التطورات السياسية الداخلية الحاصلة في المكسيك للمدة (1910- 1940) والمتمثلة بالثورة المكسيكية، متناولا الأطر العامة لطبيعة التباين في العلاقات بين البلدين وحجم المؤثرات والتدخلات السياسية التي حددت شكل الخارطة السياسية والاقتصادية لمستقبل المكسيك ولاسيما أن تلك المدة شهدت حربين عالميتين كان للولايات المتحدة الأميركية الدور الفاعل فيها، فضلا عن مؤثرات السياسة الأوربية على السياسة الأميركية في القارتين الأميركيتين التي أثارت مخاوف الولايات المتحدة من انجرار المكسيك إلى قطبية أوربية تختلف أيديولوجيا عن الأيديولوجية الأميركية وهي الجارة ذات العمق التاريخي والجغرافي لها، فضلا عن أن حقبة حكم بورفيريو دياز التي سبقت الثورة وأثرها في تراكم المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي لعبت دورا كبيرا في تقسيم المجتمع المكسيكي إلى فئات طبقية متناحرة، تركت فارقا كبيرا في مستوى المعيشة للسكان سواء كان ذلك في المدن أو في الأرياف وألقت بتبعاتها على النزاع الاجتماعي بين تلك الفئات، أي خلق المشكلات الكبيرة بين عمال المدن وعمال الريف في المزارع والمصانع، الأمر الذي أدى إلى نشوء بروليتاريات متناحرة قادت باتجاه اندلاع الثورة المكسيكية الكبرى عام 1910 والتي استمرت لثلاثين عاما قادمة. الأمر الذي أثار مخاوف الولايات المتحدة الأميركية، إذ كان لتلك الثورة السبق في المناداة بالقيم الاشتراكية عالميا ومبشر أول بها، كما أنها الثورة الأولى في القرن العشرين التي ألهمت الكثير من الدول الأميركية بالتحرر والاستقلال، فمثلت بذلك منعطفا تاريخيا كبيرا نحو الاشتراكية العالمية التي ترسخت تماما بالثورة البلشفية في روسيا بأيديولوجيتها الماركسية عام 1917، إلا أن الثورة في المكسيك لم تحظ بالاهتمام بقدر ما حظيت به الثورة البلشفية في روسيا. ويكمن السبب في ذلك إلى اختلاف الرؤى الأيديولوجية بين الثورتين، وفي آلية تصدير المبادئ الاشتراكية للدول الأخرى، فروسيا عملت على تصدير المذهب الاشتراكي عالميا، أما المكسيك فقد اكتفت به في إطار الدول الأميركية. وتعود أهمية موضوع البحث إلى أسباب عدة دعت بالضرورة إلى دراسته كان أهمها الامتداد التاريخي لتلك التطورات والتي كانت حصيلة للظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتراكمة منذ الاحتلال الإسباني للمكسيك عام 1519 حتى سقوط حكومة بورفيريو دياز عام 1910، إلى جانب خطورة الحراك الثوري الذي امتد إلى ثلاثين عاما متواصلة في ظل الثورة حتى تحقيق المنجز في إرساء دعائم الديمقراطية وتأسيس دولة المكسيك الحديثة، وكذلك حجم التدخلات الأميركية نتيجة المخاوف من اصطفاف المكسيك إلى المعسكر الاشتراكي الذي يقوده الاتحاد السوفييتي والعمل على الحد من انتقال المبادئ الشيوعية السوفييتية إلى القارتين الأميركيتين. لذا اعتمد البحث على المصادر الأميركية والمكسيكية والإسبانية لتوضيح الأحداث بعيدا عن المصادر والتصورات الأوربية التي كتبت التاريخ الأميركي وصاغته بما يتلاءم مع رغبات ملوكها وساستها وتوجهات الأسر المالكة التي حكمت الأميركيتين قبل ثورات الاستقلال ولاسيما قبل الثورة الأميركية عام 1776.
The study is based on the study of the political orientations of the United States towards the internal political developments in Mexico for the period (1910 - 1940), represented by the Mexican Revolution, which discusses the nature of the differences in relations between the two countries and the size of the political influences and interventions that defined the political and economic map of the future of Mexico. This period witnessed two world wars in which the United States had an active role, as well as the effects of European policy on American policy in the two American continents, which raised US fears of being dragged Mexico to a European polarity differs ideologically from the American ideology, a neighbor with a historical and geographic depth to it. The most important of these was the historical extension of these developments, which were the result of the political, social and economic conditions accumulated since the Spanish occupation of Mexico in 1519 until the fall of the government of Porfirio Diaz in 1910. In addition to the revolutionary movement that lasted 30 years Under the revolution until the achievement of democracy and the establishment of the modern state of Mexico, as well as the volume of American interventions as a result of fears of Mexico's alignment to the Soviet-led socialist camp and the reduction of the transfer of the principles of Soviet Auaah to the Americas. The research relied on American, Mexican and Spanish sources to explain the events away from the European sources and perceptions that American history wrote and formulated in accordance with the wishes of the kings and the policies and orientations of the royal families that ruled the Americas before the Revolt of Independence, especially before the American Revolution of 1776.
|