المستخلص: |
تعددت مشاركات سكان القسطنطينية في الدفاع عن مدينتهم ضد الأخطار، وكان من أهمها؛ دفاعهم عن مدينتهم، ضد هجوم الهون عام ٥٥٨- 559م، وقد فرضت أحوال الإمبراطورية التى كانت منهكة وقتها، على جستنيان، أن يدبر القوات اللازمة للدفاع عن مدينته وحماية أسوارها، وإذا كانت الظروف التى فرضت على جستنيان هذا الموقف، فقد شهدت البلاد ملحمة، حيث شارك العديد من العناصر بعضها عسكرية، والآخر شعبية، في صد هذا الهجوم، فهناك مجموعة صغيرة من الفرسان لم يتجاوز عددها ٣٠٠ فارس، وهناك بعض الرجال من مختلف فرق الحرس الإمبراطوري كانت مهمتهم الدفاع عن أبواب والأحياء، ومجموعة أخرى للدفاع عن الأسوار وأبراج العاصمة. والحقيقة أن السمة الغالبة على هذه القوات أن غالبيتها كانت إما قوات غير مقاتلة، أو قوات غير نظامية، ولذلك نجد أن من بين من شارك في الدفاع عن المدينة ضد خطر الهون مجموعات من الفلاحين، ومن رجال الحرس المدني، ومن الفرسان المتطوعين، وأيضا من رجال مجلس السناتو، علاوة على مجموعات من القادة الذين أحيلوا إلى التقاعد بحكم السن. وقد رسم لكل مجموعة دورها في منظومة دفاعية غلب عليها حماسة المقاومة لحماية الدولة، وعاصمتهم، كذلك شارك أعضاء الفرق الرياضية الأربعة في بيزنطة سواء من اللاعبين أو المشجعين في هذه المقاومة سواء من خلال تبرعاتهم المالية لصيانة الأسوار وسد الثغرات الموجودة فيها، أو من خلال قيامهم بأعمال حراسة الأسوار، وشارك أيضا رجال السناتو، لتعكس مشاركتهم، أحد أشكال التلاحم المعنوي مع المشاركين الفعليين، هذا علاوة على مشاركة الفرسان المتطوعين، حتى أن من كان يريد المشاركة من الفرسان ولم يعد لديه ما يناسبه من خيل فقد كان يحصل عليه تبرعا إما من الإمبراطور أو الأسر الغنية. والحقيقة أن هذا التلاحم والحشد من عناصر سكان القسطنطينية لمواجهة هذا الخطر؛ يعكس إهتمامهم بعاصمتهم، وهي رمز الدولة. قد شكل ما اعتبرنا (مقاومة شعبية) والطريف أنه بمجرد إنتهاء هذا الخطر انتهى هذا التلاحم، وبمجيئ النصف الثاني من القرن السابع الميلادي بدأ الدور السياسي والشعبي لمجموعات القسطنطينية يتلاشى بالتدريج؛ نظرا لان طبيعة الأخطار الخارجية الجديدة، التي أصبحت تهدد بيزنطة، فرضت وسائل أخرى تتفق مع هذه المرحلة التاريخية.
The people of Constantinople had defended their city against various dangers in many instances, such as the attack of the Huns in 558-559 AD. At the time, Emperor Justinian was compiled by the debilitated Empire to organize the armies required to defend the city and protect its walls. Despite the strained circumstances, the people and the troops had cooperated in repelling this attack. For example, there was a small platoon of knights, about 300, a group of men from various squads of the imperial guard, whose mission was to defend the gates and neighborhoods, and another group to protect the walls and towers of the capital. The dominant feature of these contingents was that most of them were either non-combatant or irregular forces. Significantly, most defenders were peasants, civil guards, volunteer knights, Senators, and some retired leaders. Each group had played an enthusiastic and patriotic role in defending the state and its capital. Furthermore, the members of the four- sports teams in Byzantium, players or fans, had participated in this resistance, whether through their financial donations to maintain and repair the walls or by guarding them. Moreover, Senators’ participation had raised the morale. The Emperor and the wealthy families had provided the volunteer knights with proper horses. In fact, the cohesion and the mobilization shown by the manifold people of Constantinople in the face of the crisis reflected their faithful concern for the capital, which was the symbol of the country. Their solidarity could be also considered as a form of popular resistance. Nevertheless, as soon as the danger was over, people’s coalescence was diminished. During the second half of the seventh century AD, the political and popular role of the Constantinople groups gradually faded away; since the nature of the new external dangers, which threatened Byzantium then, imposed other means consistent with this historical stage.
|