ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







أدوار المثقف الجديدة: الرؤية والوظيفة

المصدر: مجلة رهانات
الناشر: مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية
المؤلف الرئيسي: القلعي، حميد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع57
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2021
الصفحات: 13 - 21
رقم MD: 1295667
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

7

حفظ في:
المستخلص: يتحدد الفضاء الرقمي بتوظيفه لمعلومات تتسم بالسرعة الفائقة، ينصهر داخل هذا الفضاء كل المؤسسات الاجتماعية والثقافية باختلاف أنواعها. وقد اقترن هذا الفضاء بمفاهيمه السايبرية المختلفة، لم يعد معها هذا المثقف محصورا بالجغرافيا، معه بدأ الإبحار المعلوماتي في شتى الاتجاهات، فلم يعد هناك إلا الزمن الإلكتروني المتطابق مع تشعب التفكير البشري المعاصر. فعلاقة المثقف بالثورة الرقمية ومكانته في المجتمع الحديث بدأ يتسم بالتعقيد. بما أنه يعارض ويقابل مفهوم المثقف الورقي/ التقليدي أولا، كما أن دوره في المجال المعلوماتي نجح في جعل المعرفة متاحة للجميع ثانيا مما أضعف سلطته كما أثر على الدور الذي كان يتمتع به سابقا وهو دور تمثيل الجمهور والتعبير عن أفكارهم بلسانه، وبهذا تلاشى دور الوكالة الذي كان يقوم به وصار الأفراد في هذه المواقع يعبرون عن أفكارهم بأنفسهم وفقا لأنموذج "التمثيل الذاتي". إن فكرة تنميط الثقافة في الفضاء الرقمي مع تحويلها إلى متون جاهزة ترى وتشاهد مقارنة مع الماضي حيث كانت الصورة غائبة قد غير من مفهوم المثقف، فلم يعد هو ذاك الذي يتمثلها كتابة، أو يحدد مقدار ثقافته بقراءة عدة كتب ومصنفات، يظهر مع هذا المفهوم العصري للمثقف، فهو يقاس اليوم بمدى إطلاعه على مختلف العلوم والمعارف وكل طارئ جديد في العالم، ويقاس هذا بمدى خبرته الاجتماعية وتجاربه الشخصية، كما يحدد بحجم تعامله كمثقف مع الأجهزة الرقمية والأدوات التكنولوجية والإنترنت وإجادته الاشتغال بها، وبهذا أصبح الفضاء الرقمي الفلك الوحيد للمعلومة التي تصنع المثقف الحقيقي، وبه نقول إن الثقافة صناعة بامتياز. تأتي الثورة الرقمية وقد تصاعد إيقاعها في العقود الأخيرة لتفرض على المثقف الحالي مراجعة أدواره التي كانت له في السابق، وبناء سؤال ثقافي مفاده: أي دور بات لهذا المثقف في ظل الدولة الحديثة؟ لمواكبة تطور العصر في سياقه العام الديمقراطي يتطلب هذا من المثقف القيام بمسؤولياته التثقيفية داخل المجتمع، لإعادة بناء الوعي الجدلي والحواري والتواصلي عند المواطن ليصبح مواطنا ناقدا لكل ما يقدم له من خطابات ومعلومات موجهة بالرقمنة لتعطيه صفة المواطن الواعي بحقوقه وواجباته والقادر على ممارسة دوره السياسي باستعمال الفضاء العمومي الرقمي.