| المستخلص: |
تروم هذه الورقة تفكيك مفهوم المثقف ودوره في المجتمع اليوم، وتقويض أوجه المحنة والأزمة التي تعيشها صناعته وأسس هذه المحنة، وإمكانات انعتاقه منها في سياق استحضار التزامه الإيديولوجي الذي يعد حافزا له، التزام يجلي صناعته الحاملة هموم التشكيلات المجتمعية من ناحية، ولكون التزامه الإيديولوجي يقف حائلا أمام بناء مشروع علمي وفكري يواكب التحولات المجتمعية، لذلك فهو مدعو للالتفات إلى دوره الجوهري المتمثل في الإبداع الفكري الخلاق، إبداع يروم به تحقيق العالمية، منتصرا على التبعية الثقافية وعلى اجترار وتكريس وإسقاط مقولات ماضوية أو غربية مجتثة من سياقها على واقع عربي بخصوصية أنثروبولوجية، والعمل على إنجاز نقد ذاتي ينتبه لمشكلات الحقل الثقافي والتحول الاجتماعي، وتفكيك المركزية الثقافية. على هذا الأساس تحاول هذه الورقة- بنوع من التكثيف والإيجاز- تقديم قراءة لحضور المثقف وعلاقته بالسلطة كتعالق أقحمه في أزمة من ناحية أولى، وتفكيك مستويات حضور المثقف إيديولوجيا، وتأثيره ودوره الإبداعي والخلاق الدائم في بناء مشروع فكري ومجتمعي من خلال رصد علاقة المثقف بالسلطة والمجتمع، وتحليل ازدواجية أو تناقض مثقف تقليدي ومثقف عصري وقدرتهما على مواكبة المجتمع الرقمي الزاحف. تتوجه الورقة البحثية إلى تقديم قراءة لواقع الثقافة المثقفين وموقفهم من القضايا الاجتماعية بتحليل إشكالية انبعاث أو انسحاب المثقف في سياق التغير الاجتماعي الذي طرحه الربيع العربي الفائت، ومجتمع الثورة الرقمية، والتي خلقت مثقفا معولما، يتأرجح بين الخضوع للمركزية الثقافية، والاستقلال الذاتي، إضافة إلى تحليل المستوى التقدمي للوضع الثقافي، مساءلة المنحى الثوري للمثقف في سياق العصر الرقمي، وقدرته على تقديم قراءة للواقع الثقافي والمجتمعي.
|
