| المستخلص: |
تعتبر الثقافة عامل مهم عند التعامل مع التجربة الإنسانية إذ أنه من المتفق عليه أنها تعتبر مرجعية ضرورية لفهم هذه التجربة وأيضا العمل على التنبأ بأثرها. من منطلق هذه الأهمية العامة لدور الثقافة؛ تهدف هذه المقالة بشكل خاص إلى توضيح أهمية الكفاءة الثقافية في التشخيص والعـلاج النفسي والتي تعنى بالدرجة الأولى بفكرة أنه صار لازما على المختص النفسي حتى يحقق قدرا من النجاح في العلاقة العلاجية أن يفهم الفرد (العميل) الذي يتعامل معه في ظل مرجعيته الثقافية وإطاره الحياتي الخاص أو ينتقل من حيز تعميم التجربة الحياتية إلى التركيز على كونها تجربة إنسانية فريدة ساهمت الثقافة في تشكيلها ومنحها هذا الطابع المختلف. في إطار أكثر تحديدا تتناول هذه المقالة أهمية ودور الكفاءة الثقافية في فهم الاضطرابات النفسية استنادا إلى الثقافة التي ينتمي لها الفرد؛ في هذا الصدد يأتي اضطراب القلق الاجتماعي كأحد أهم الاضطرابات التي تؤثر فيها الثقافة من ناحية فهم الاضطراب ثقافيا وكيفية تشخيصه وعلاجه بناء على الكيفية التي تشكل فيه هذه الثقافة أعراض هذا الاضطراب. من جانب أخر لا يقل أهمية عما سبق تقدم هذه المقالة محاولة متواضعة جديرة بالتأمل للوقوف على طبيعة شخصية (الفرد) الذي تظهر عليه أعراض القلق الاجتماعي في المجتمع السعودي وهي محاولة تهدف إلى منح مزيدا من الانتباه حول أهمية كفاءة الأخصائي النفسي الثقافية عند التعامل مع أفراد من ثقافات مختلفة أو أيضا الوعي بالفرق بين ما هو ثقافي يستلزم الفهم وما يمكن اعتباره عرض مرضي يستلزم التشخيص والعلاج.
Culture is an important element of human experience, crucial to help understand and predict this experience. This is of particular relevance in the field of psychotherapy and the relationship the therapist has with her/his client. In order to establish a successful and helpful therapeutic relationship, amongst other things, the psychologist (and Psychotherapist) must take cultural differences into consideration to be able to move from a generalization of life experience to a focus on being a unique human. Social anxiety disorder is recognized as being impacted by culture in terms of understanding the disorder, the diagnosis and subsequent treatment, the implication that this will vary between cultures. This paper aims to identify the nature of the personality of the individual who exhibits symptoms of social anxiety in Saudi society and to clarify the importance of cultural competence regarding diagnosis and psychotherapy. It also aims to emphasize the importance of the psychologist's cultural competence when dealing with individuals from different cultures, as well as raise awareness of the difference between what is a cultural facet that requires recognition and what can be considered a pathological symptom that requires diagnosis and treatment.
|
