المستخلص: |
ولنا أن ننتهي في هذا السياق إلى أن تعمير الأوطان والإعلاء من شأنها سنة من سنن الإسلام التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وحض الناس عليها منطلقا في ذلك من قول الله تبارك وتعالى: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) (هود: 61). ولعل من البراهين الدالة والدامغة على أن الإخلاص في تعمير الأوطان عبادة يثاب عليها المرء، أن الله تعالى ذم المفسدين في الأرض، الذين يسعون في إهلاك الحرث والنسل، محذرا من الانبهار بأقوالهم لأن حقيقتهم غير ذلك، فهم لا يستجيبون لدعوات الخير والتقوى، وتأخذهم العزة بالإثم؛ لذا توعدهم سبحانه وتعالى بسوء المنقلب، وسوء المهاد، كما في قوله: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)) (البقرة: 204-206).
|