ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التمركز الأثني والهوية الوطنية: المجتمع العراقي أنموذجا

المصدر: مجلة كلية التربية
الناشر: الجامعة المستنصرية - كلية التربية
المؤلف الرئيسي: الشمرى، محمد سعود صغير (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Sooud, Mohammed
المجلد/العدد: ع1
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2021
الصفحات: 231 - 250
ISSN: 1812-0380
رقم MD: 1304517
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: من ملامح المجتمع العراقي التنوع المذهبي والديني والقومي الذي يفترض أن يؤدي إلى حالة من التعايش والألفة، وأن يكون عامل إثراء ثقافي للمجتمع، ولكن هذا الواقع يمكن أن يتحول إلى كارثة بكل ما تحمله الكلمة من أبعاد، إذ تحول إلى احتراب وتباغض بين مكونات المجتمع بفعل السياسة أو الدين إذ اتخذا وجهتين طائفيتين، لو أردنا النظر إلى هذا التنوع الذي قد لا يكون موجودا على هذه الشاكلة في دولة أخرى في المنطقة خصوصا، من حيث تعلقه بالتجانس أو عدمه فإنه قد يكون عامل هدم، وقد يكون أيضا من أهم عوامل البناء والوحدة، لحاجة هذه المكونات إلى الوحدة ولعدم قدرة أحدها على إلغاء الآخر، إنها والحالة هذه ستكون مصدرا للإثراء الثقافي والفكري، فالعبرة ليست في المجتمع المتجانس، فقد اكتسبت التعددية الأثنية أهمية خاصة كونها السبب وراء الصراعات التي تشهدها مجتمعات ودول كثيرة في أنحاء العالم وأدت إلى انهيار دول، أو إلى حروب طويلة وتغيير أنظمة سياسية في دول، وإلى أزمات وتوترات وانقسامات سياسية، والأثنية ظاهرة معقدة ومركبة وقديمة يتطلب تحليلها والسعي في فهمها ضرورة الإحاطة بالأبعاد المادية والنفسية والاجتماعية التي تمثل البيئة الخاصة بالظاهرة والتي تمنح كل جماعة طابعها المميز ودوافع قيام الجماعة الأثنية وتبلورها، أن استمرار الكراهية بين الجماعات المختلفة داخل المجتمع الواحد سيؤدي إلى زيادة المسافة الاجتماعية بينها وقد يترتب على ذلك، ضعف الاندماج بين هذه الجماعات فيصبح المجتمع الواحد منقسما إلى مجتمعات فرعية يعيش كل منها في عزلة اجتماعية غير ملم بنشاطات المجتمع. وهنا نصل إلى مسألة في غاية الأهمية وهي أن تعرض المجتمع إلى طارئ أو أزمة، سيؤدي إلى استثارة العدوان لدى بعض الجماعات التي أحبطت بدرجة كبيرة، إذ تتخذ من الأزمة أو الطارئ فرصة للنيل من جماعات أخرى فالمشهد القتالي الطائفي العراقي يعتمد أسلوب أهم ميزاته هو تحديد الضحية أو الضحايا لاعتبارات أثنية: دينية أو مذهبية أو مناطقية، لا يشكل رفض التسمية انعكاسا للواقع أو مكابرة بل أنها تغطية لمشروع طائفي تسهم فيه قوى معينة لتخريب النسيج الاجتماعي والديني والسياسي العراقي ومن ثم تقويض أركان الملحمة الوطنية وشرذمة الولاءات وتحويلها من الوطني إلى الطائفي الاثني والخاسر الأكثر في هذه العملية هو المواطنة العراقية والعراق كوطن وإقليم، لذا يستهدف البحث التعرف إلى: مفهوم التمركز الاثني، المرتكزات والمبادئ النفسية للتمركز الاثني، أسباب التمركز الاثني، الطائفية والأثنية وتأثيرها على الهوية الوطنية في العراق إذ يشير مفهوم التمركز الاثني (Ethnocentrism) بأنه التفكير والاعتقاد بأن طرق تفكير مجموعة معينة من الناس تكون أفضل من تفكير مجموعات أخرى، أو الحكم على المجموعات الأخرى بأنها سفلى أو دنيا مقارنة بالمجموعات الأخرى، فكلمة (أثنية) تشير إلى الميراث الاجتماعي، و(التمركز) يشير إلى نقطة البداية المركزية، لذلك فإن التمركز الاثني يشير بصورة خاصة إلى الحكم على المجموعات الأخرى من وجهة نظرنا الاجتماعية، فهو مجموعة من الأعراض العالمية لوجهات النظر والسلوكيات المقترنة به تتضمن تعاون الأفراد داخل المجموعة (In-group) وعدم تعاونهم مع الأفراد خارج الجماعة (Out-group)، ويظهر السلوك الاثني من أسلوب وأنموذج بسيط متطور للتنافس بين الأفراد ويظهر هذا السلوك حتى عندما يكون التبادل بين الأفراد مستحيلا أو يكون التعاون بين أفراد المجموعة صعبا ومكلفا، فإن السلوك الاثني سوف يكون ضرورية لإبقاء هذا التعاون، فالأثنية هي الهوية الثقافية والمظاهر والممارسات الثقافية لمجتمع معين التي نشأت تاريخيا والتي تنزع نحو فصل الناس عن بعضهم البعض،

فتصبح الأثنية ظاهرة تعبر عن هوية اجتماعية تستند إلى ممارسات ثقافية معينة ومعتقدات منفردة والاعتقاد بأصل وتاريخ مشترك وشعور بالانتماء إلى جماعة تؤكد هوية أفرادها في تفاعلهم مع بعضهم ومع الآخرين، أما الجماعة الأثنية (Ethnic group) فقد استخدم هذا اللفظ في الأصل ‏وأطلق على جماعات من الناس كانت مترابطة بيولوجية، ثم أتسع المعنى وأصبح المصطلح يطلق على أي جماعة لها تقاليد ثقافية مشتركة وإحساس بالهوية. وهكذا يمكن للجماعات الأثنية أن تكون مترابطة على أساس إحساس بالتاريخ والتقاليد (كاليهود)، وإحساس باللغة (كالهنود في داكوتا) والجغرافيا (كالاسكندنافيين)، وعلى أساس التعريف السوسيولوجي للعنصر أو الجنس (كالأمريكيين السود) وعلى الإحساس بالدين (كالمسلمين).. الخ، والمصطلح يطلق على جماعات الأقلية ولو أن هذا ليس شائعة وذلك أن بعض علماء النفس الاجتماعي يسمون الجماعة المسيطرة في المجتمع جماعة أثنية، على الرغم من أن الجماعات السلالية كثيرا ما تكون جماعة عنصرية ولم يعد يستعملان كمترادفين، فلقد وجد أن كل أفراد الجماعة الأثنية يتحدثون بلغة واحدة أو أنهم يتحدثون بلهجة واحدة وهي الوسيلة التي يتم فيها الاتصال فيما بينهم لمعرفة أفكارهم والمشاعر السائدة بينهم، كذلك أنها تدين بديانة واحدة، وأن التدين بديانة واحدة وأداء الشعائر المرتبطة بها يسهم إلى حد كبير في حالة التماسك والانسجام بين أفرادها، فضلا عن حالة تكوين الاعتزاز والفخر بين صفوف أفرادها، كذلك فإن أسلوب الحياة الذي يعكس طريقة الجماعة في معالجة المشكلات التي تعترضها يكاد يكون متشابهة، واستنادا إلى أساليب الحياة التي يستعملها الفرد، صار بإمكاننا تصنيفه إلى الجماعة التي ينتمي إليها، كما أن التنظيم الاجتماعي الذي تدعوا إليه الجماعة الأثنية يعد من العوامل المهمة في تشكيل سلوك أفرادها. فالطائفية والأثنية في العراق تؤثر على الهوية الوطنية، إذ تعود خصوصية الهوية في العراق إلى تعدد وتنوع كيانات اجتماعية مختلفة وثقافات فرعية متعددة تبدا بالقومية والدين وتنتهي بالقبيلة والطائفية، والعراق منذ أقدم العصور كيان مركب من أثنيات متعددة تتداخل وتتعايش مع بعضها البعض وبالرغم من هذا التداخل والتفاعل والتعايش مع بعضها البعض وبالرغم من هذا التداخل والتفاعل والتعايش بين هذه الجماعات بقيت الجغرافية لا تتطابق مع حدود المشاعر القومية والدينية والطائفية وذلك التعدد الولاءات للقبيلة والطائفة والمنطقة والمدينة، التي تستقطب كل واحدة منها مشاعر الولاء الاجتماعي حولها، أظهرت النتائج أن الانتماءات الفاعلة في المجتمع العراقي، هي لجماعات تبتعد كثيرة عن الجماعات التي من المفترض أن تكون فاعلة في المجتمعات الحديثة، فإزاء الانتماء إلى الأسرة، هناك الانتماء العائلي الذي يشكل دافعة الانتماء أبعد، هو الانتماء العشائري، ومن ثم الانتماء القبائلي، وهناك أخيرا الانتماء الريفي أو المحلاتي (من المحلة) إزاء الانتماء إلى المدينة وتكوين المجتمع المديني، وهذه الانتماءات التقليدية كانت في بنى تشكو التقليد وتحاول أن تسموا إلى الحداثة قادت الفرد العراقي بعيدا عن الانتماءات الموحدة مع الأفراد الآخرين في هذا المجتمع تندرج إشكالية المجتمع في العراق المعاصر في سياقات قومية ودينية وطائفية (مذهبية) متداخلة، تضاف إلى الالتباسية (العائلية) و(القبلية/ العشائرية).

One of the features of Iraqi society is sectarian, religious and national diversity, which is supposed to lead to a state of coexistence and familiarity and to be a cultural enrichment factor for society, but this reality can turn into a disaster in all its dimensions, as it turns into war and hatred between the components of society due to politics or religion, as they took two sectarian directions, if we wanted to look at this diversity, which may not exist in this way in another country in the region in particular, In terms of its relevance to homogeneity or lack thereof, it may be a destructive factor and it may also be one of the most important factors of building and unity, due to the need for these components to unity and the inability of one of them to cancel the other, and this situation will be a source of cultural and intellectual enrichment. The lesson is not in a homogeneous society, as ethnic pluralism has acquired a special importance because it is the reason behind the conflicts in many societies and countries around the world and led to the collapse of other countries, or to long wars and changing political systems in countries or to crises, tensions and political divisions. Ethnicism is a very old and complicated phenomenon, the understanding of it requires having a considerable knowledge of all the physical, psychological, and social dimensions which represent the specific environment for this phenomenon that gives it its specific shape. Ethnicity is a complex and ancient phenomenon whose analysis and pursuit of understanding the necessity of being aware of the physical, psychological and social dimensions that represent the environment of the phenomenon and which give each group its distinctive character and the motives for the establishment and crystallization of the ethnic group, the continuation of hatred between the different groups within the same society will lead to an increase in the distance. The social group among them may result in weak integration between these groups, so that one society becomes divided into sub societies, each of which lives in social isolation, not familiar with the activities of the community. Here we arrive at a very important issue, which is that exposing society to an emergency or crisis will lead to provoking aggression among some groups that have been greatly frustrated, as they take the crisis or emergency as an opportunity to undermine other groups, as the Iraqi sectarian combat scene adopts the method of its most important feature is to identify the victim or the victims are due to ethnic considerations: religious, sectarian, or regional. Refusal to give the name is not a reflection of reality or arrogance, but rather it is a cover for a sectarian project in which certain forces contribute to sabotage the Iraqi social, religious and political fabric,

thus undermining the foundations of national cohesion and the division of loyalties and their transformation from the patriot to the ethnic and the loser in this is the process is Iraqi citizenship and Iraq as a homeland. Therefore, the current research aims to identify the concept of ethnocentrism, the foundations and psychological principles of ethnic concentration and its causes, sectarianism and ethnicity and their impact on the national identity in Iraq, as the concept of ethnocentrism indicates that thinking and belief that the ways of thinking of a certain group of people are better than the thinking of other groups, and the judgment on other groups, it is inferior or inferior compared to other groups, so the word (ethnic) refers to social inheritance, and (centrism) indicates the central starting point, it is a group of global symptoms of the perspectives and behaviors associated with it that include cooperation of individuals within the group and their lack of cooperation with individuals outside the group. Ethnicity is the cultural identity, manifestations and cultural practices of a specific community that have historically been established tend to separate people from each other, so ethnicity becomes a phenomenon expressing a social identity based on specific cultural practices and individual beliefs, and belief in a common origin and history and a sense of belonging to a group that confirms the identity of its members in their interaction with each other. And with others. As for the ethnic group, this term was originally used and applied to groups of people that were biologically related, then this meaning expanded and the term became used for any group that has common cultural traditions and a sense of identity. Thus, a group can be interconnected with a sense of history and traditions (such as Jews), a sense of language (such as the Indians in Dakota) and geography (such as the Scandinavians), and on the basis of a sociological definition of race or gender (such as black Americans) or on a sense of religion as (Muslims). Sectarianism and ethnicity in Iraq affect the national identity, as the privacy of identity in Iraq is due to the multiplicity and diversity of different social entities and multiple subcultures that start with nationalism and religion and end with tribe and sect, and Iraq since ancient times is a complex entity of multiple ethnicities that overlap and coexist with each other, despite this overlap And the interaction and coexistence between these groups, geography remained inconsistent with the limits of national, religious and sectarian sentiments due to the multiplicity of loyalties to the tribe and sect, or region and city, which each attracts feelings of social loyalty around them. The results showed that the active affiliations in Iraqi society are groups that are far removed from the groups that are supposed to be active in modern societies. These traditional affiliations led the Iraqi individual away from the supposed unified affiliations with individuals within this society.

ISSN: 1812-0380

عناصر مشابهة