ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







صورة الجسد وعلاقتها بتقدير الذات والشعور بالاكتئاب لدى طلاب الصف الأول الثانوي

المصدر: علم النفس
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
المؤلف الرئيسي: محمود، يسرا حسن رمضان (مؤلف)
مؤلفين آخرين: جبر، جبر محمد (مشرف), القطاوي، سحر منصور أحمد (مشرف)
المجلد/العدد: س35, ع133
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2022
الشهر: يونية
الصفحات: 95 - 99
ISSN: 1110-0745
رقم MD: 1305963
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

266

حفظ في:
المستخلص: يعد الجسم البشرى الوسيلة المادية التي يتعامل بها الإنسان مع عالميه الداخلي والخارجي. وقد أدرك الفلاسفة والمفكرون والباحثون هذه الحقيقة. فكتبوا الكثير عن علاقة الفرد بجسمه، وعن كيفية إدراكه لهذا الجسم، ومدى تأثير تلك العلاقة وذلك الإدراك على كل من شخصيته. وسلوكه مع الآخرين. وسلوكه الذاتي وعالمه المعرفي وتخيلاته، ومظهر الجسم من الأمور التي تشغل اهتمام كثير من الناس بل أصبح أمرا مقلقا ومزعجا لهم حتى أن بعضا من الأشخاص يتجنبون المواقف التي يعتقدون أنها تؤدى إلى تركيز الانتباه إلي مظهرهم الجسمي. وتشمل صورة الجسم مكونين رئيسيين أولهما: المثال الجسمي، ويعرف مثال الجسم على أنه النمط الجسمي الذي يعتبر جذابا ومناسبا من حيث العمر، ومن وجهة نظر ثقافة الفرد، وإن تطابق مفهوم المثال الجسمي، كما تحدده ثقافة الفرد، مع الصورة الفعلية لجسمه يسهم بطريقة أو بأخرى في تقدير الفرد لذاته، أما المكون الثاني فيتمثل في مفهوم الجسم، إذ يشتمل هذا المفهوم على الأفكار والمعتقدات التي تتعلق بالجسم، فضلا عن الصورة الإدراكية التي يكونها الفرد حول جسمه (زهران، ٠٣ ٢٠)، وتتكون صورة الجسم من خمسة أبعاد هي: تقبل أجزاء الجسم المعيبة والمتخيلة، والتناسق العام لأجزاء الجسم، والمنظور النفسي والاجتماعي لشكل الجسم، والمحتوي الفكري لشكل الجسم (خطاب، 2016). وتؤثر عدة عوامل في تكوين صورة الفرد عن جسده. كما في دراسة (شقير، 2005)، حيث وجدت علاقة ارتباطية موجبة دالة بين صورة الجسم والحواجز النفسية (الرفض والتوتر). وبين صورة الجسم والضغوط النفسية (الضغوط الأسرية، والاجتماعية والانفعالية والشخصية)، فهناك تأثير متبادل بين الجسم والنفس. فكلأهما يؤثر ويتأثر بالأخر (خوجه، ٢٠١١)، وهناك العديد من العوامل التي تلعب دورا هاما في حياة الأفراد بشكل عام والمراهقين بشكل خاص وتكوين انطباعهم عن صورة أجسادهم، كالأسرة والمدرسة والأصدقاء والإعلام والمجتمع بشكل عام. وهناك اختلافات بين الرجال والنساء في طبيعة الاستياء وعدم الرضا عن صورة الجسم، فبعض الدراسات وجدت فروقا في صورة الجسم بين الرجال والنساء، بينما دراسات أخرى وجدت أن الرجال لديهم صورة جسم صحيحة عن النساء، والاختلاف الوحيد الذي وجد بين الجنسين أن غالبية النساء اللاتي لديهن عدم رضا عن الجسم يردن إنقاص الوزن، بينما الرجال الذين لديهم عدم رضا عن صورة الجسم كانوا بين فريق يريد إنقاص الوزن وآخر يريد ريادة الوزن، حيث إن الإناث يتأثرن عن الذكور بفكرة "مثالية النحافة" الموجودة في وسائل الإعلام والمجلات، وبأن زيادة الوزن ترى بشكل سالب ومرفوض لديهن (عبدالله، ٢٠١٣)٠ وكذلك دراسة Grabe, 2008 التي أثبتت أن ضغط الإعلام يرتبط بالانشغال والقلق على صورة الجسم لدى الإناث، كما أثبت أن الضغط الناجم عن الإعلام يرتبط بشكل ثابت مع الرضا عن صورة الجسد لدى الذكور، وكذلك دراسة Mellor, 2008 التي أظهرت تأثر المراهقات بضغط الإعلام بهدف إنقاص الوزن عن الذكور، وإن المتغيرات الأسرية والمعاملة الوالدية من أقوى المنبئات بعدم الرضا عن صورة الجسم، حيث إن العلاقات الإيجابية بين الوالدين والأبناء تعد أيضا من أقوى المنبئات بالصورة الإيجابية للجسم خاصة لدى المراهقات. وتختلف الصورة التي يكونها الفرد عن جسده من مرحلة عمرية إلى أخرى. وتكون في ذروتها في مرحلة الطفولة. ثم تعاود التناقص تدريجيا مع مرحلة المراهقة. حيث يشير (زهران،2003) إلى أن المراهق يشغل صورة ذهنية عن جسده تتغير حسب التغيرات النمائية التي تطرأ عليه. ويؤكد على طبيعة دور الآخرين في تكوين هذه الصورة وخاصة أحكام الأصدقاء.

وتعد مرحلة المراهقة من أكثر المراحل اهتماما بصورة الجسم. حيث إن المراهق، في الوقت الذي يتأمل فيه جسده ويريد أن يطمئن على مدى انطباق مفهوم الجسم على مثال الجسم، فإنه ينظر أيضا إلي أجسام الآخرين من نفس عمره، ويجري المقارنة بين جسده وأجسادهم، بينما تركز المراهقة الأنثى على الوزن والرشاقة وتناسق الجسم (كفافي، ١٩٩٦)، وإن الضغوط التي يواجهها المراهقون في هذه المرحلة تزيد بزيادة سوء التوافق حتى بانتهاء فترة المراهقة، وغالبا ما يتعرض المراهقون لبعض الاضطرابات أو بعض الضغوط النفسية التي تؤدي إلي إصابتهم بالاكتئاب، وفقدان بعض الارتباطات الاجتماعية الوثيقة المشبعة في حياتهم. وتعتبر مرحلة المراهقة فترة انتقالية كبرى تساهم في تشكيل الاتجاه الإيجابي أو السلبي نحو صورة الجسم. وتقدير الذات لدى المراهقين، وغالبا ما تسجل الفتيات درجات منخفضة من تقدير الذات. وخاصة خلال فترة المراهقة المبكرة. ولكن يميل تقدير الذات إلي الارتفاع مرة أخرى، كلما تقدمت الفتاة في تلك المرحلة من النمو2011 Dorak,. ومن الآثار السلبية عن عدم الرضا عن صورة الجسم وتشوهها لدى الأشخاص، ظهور أعراض واضطرابات مثل:(قلق، تقدير ذات منخفض، اكتئاب، خجل، اضطرابات الأكل) (شقير، 2005: 300). ولصورة الجسم علاقة مباشرة بتقدير الذات، سواء المنخفض أو المرتفع، تختلف باختلاف الجنس كما في دراسةPesa et al., 2000 على عينة من المراهقات قوامها (٣١٩٧) تنوعت بين (زائدات الوزن، منخفضات الوزن، وزن عادي)، وتبين أن الإناث زائدات الوزن يعانين من تقدير ذات منخفض، وتم تفسير ذلك بأن لديهن عدم رضا عن صورة الجسم. وقد وجدت أن الإناث يملن إلى التفكير في شكل أجسامهن ويتبنين صورة نحيفة أكثر من الذكور. ويمثل الاكتئاب الخبرة الإنسانية الشائعة، والتي تجعل الفرد في حالة من الحزن والكآبة والضيق والتشاؤم واليأس، وقد يكون أحد أسباب سبب ظهور هذه المشاعر السلبية هو عدم حصول الفرد على صورة الجسم المثالية التي يرغب في تحقيقها، وإذا ما استمرت هذه المشاعر فإنها تعوق الفرد عن تحقيق، التوافق النفسي السوي Solomon, 2014& Nnaemeka. وبخصوص العلاقة بين الاكتئاب وصورة الجسم، فقد اتضح أنه كلما ارتفع معدل الاكتئاب قل الرضا عن صورة الجسد لدى المراهق، وهى نتيجة متوقعة، فاضطراب صورة الجسم أو عدم الرضا عنه يرتبط بالاكتئاب ارتباطا ملحوظا، ويشير (كفافي والنيال 1996) إلي أن الشعور بعدم الرضا عن صورة الجسم في كثير من الأحيان، يجلب الشعور بعدم الارتياح وعدم الثقة بالنفس وانخفاض تقدير الفرد لذاته، وهذه المتغيرات تشير إلي أن الأفراد الذين يعانون من اضطراب صورة الجسم، يعانون أيضا من الأعراض الاكتئابية نتيجة العزلة الاجتماعية والإحباط، كما أشارت دراسة2006 kim & kim,إلي وجود ارتباط بين إدراك الوزن وتقدير الذات المنخفض وارتفاع معدل الاكتئاب، كما أوضحت دراسة لهما أيضا kim & kim,2003 وجود علاقة بين إدراك صورة الجسم وتقدير الذات.

ISSN: 1110-0745