المصدر: | التواصل |
---|---|
الناشر: | جامعة عدن - نيابة الدراسات العليا والبحث العلمي |
المؤلف الرئيسي: | محمد، محمد عبدالرب عاطف (مؤلف) |
مؤلفين آخرين: | اليافعي، محمد عوض عوض (م. مشارك) |
المجلد/العدد: | ع45 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
اليمن |
التاريخ الميلادي: |
2022
|
الشهر: | أغسطس |
الصفحات: | 181 - 219 |
رقم MD: | 1311628 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
نعني بالسنة النبوية: الأقوال المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام والأفعال والتقارير أو الصفات الخلقية أو الخليقة، والأحكام الشرعية الثابتة عنه، والعقائد. حظيت السنة بمكانة عظيمة، ومنزلة رفيعة، ومقام كريم بين العلوم من حيث حجيتها والأمر باتباعها وأنها تعد الأصل الثاني للتشريع، وليس يؤثر فيها بعض آراء المستشرقين في نقدها والقدح فيها؛ إذ ليس لهم إلا مجرد القول الباطل والشبه المتهافتة؛ فإن السنة النبوية تعتبر بيانا للقرآن الكريم، ومؤكدة لأحكامه، ومقررة لأحكام جديدة ليست فيه، ودعوى الاقتصار على القرآن الكريم من دون السنة النبوية انحراف عن المنهج القويم، وزيغ عن سبيل المؤمنين، فالسنة قرينة القرآن، والقرآن نفسه أمر في مواضع عديدة منه باتباع الرسول "صلى الله عليه وسلم" وطاعته والاقتداء به، وبين الرسول الله "صلى الله عليه وسلم" أنه سيأتي أناس يدعون بهذه الدعوى، وأنهم ليسوا ممن يعظم الله ولا رسوله "صلى الله عليه وسلم" وأنهم يريدون بذلك نبذ شريعة الله تعالى وتعطيلها. حفظت السنة النبوية وكان لهذا الحفظ الأهمية البالغة والثمار العظيمة؛ إذ العناية بالرواية وحفظ حديث رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يعد حفظا لشريعة الله تعالى فهي جزء لا يتجزأ من الوحي المنزل على رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ولقد اعتنى أهل الإسلام بنقل السنة النبوية بالأسانيد والروايات بحيث شهد ذلك تاريخيا بأسبقية المسلمين وتقدمهم على الأمم في حفظ دينهم وسنة نبيهم، ولا سيما علماء الحديث الذين تبوأوا مكانة سامية وشرفا سابغا، ومن شرف علم الحديث أن يشرف بأهله وحامليه، فعلماء الحديث تشملهم النصوص المتعددة في الكتاب السنة الدالة على فضل العلم وأهله. إن التاريخ يشهد لجهود علماء الحديث في حفظ السنة النبوية وأياديهم البيضاء على الأمة وشكر مساعيهم في ذلك، فلقد لعبوا دورا أساسيا ومحوريا في حفظها ووصولها إلينا صافية نقية وقد سلكوا طريقتين في حفظهم السنة النبوية تمثلتا بحفظ السنة النبوية في الصدور، وحفظها عن طريق الكتابة والضبط والتدوين، ومر للتدوين أدوار ابتداء بالصحف المكتوبة على عهد النبي "صلى الله عليه وسلم" ثم عصر الخلفاء الراشدين ثم عصر التابعين وأتباعهم والمتأخرين عن عصر الرواية، وكان للمستشرقين موقف من تدوين الحديث النبوي غرضهم منه إضعاف الثقة باستظهار السنة وحفظها في الصدور، ووصم السنة كلها بالاختلاف والوضع على ألسنة المدونين، متناسين الأسانيد التاريخية الموثوقة التي تثبت بدء الشروع في كتابة الأحاديث في حياته عليه الصلاة والسلام، وتؤكد تسلسل الرواية حفظا وضبطا وتوثيقا في الوقت نفسه ثم تدوينه وفق أسس ومعايير دقيقة وصارمة بأسانيد معتبرة جعلت خصيصة لهذه الأمة تميزت بها عن سائر الأمم. |
---|