ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







تنظيم داعش وأثرة في المنطقة: دير الزور أنموذجا

المصدر: قلمون : المجلة السورية للعلوم الإنسانية
الناشر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة والجمعية السورية للعلوم الاجتماعية
المؤلف الرئيسي: الحمد، مناف (مؤلف)
المجلد/العدد: ع19,20
محكمة: نعم
الدولة: تركيا
التاريخ الميلادي: 2022
الشهر: يوليو
الصفحات: 499 - 539
ISSN: 2548-1339
رقم MD: 1314077
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

29

حفظ في:
المستخلص: في المذكرة الاستراتيجية وفي كتاب إدارة التوحش اللذين صدرا عن تنظيم القاعدة تعثر على تخطيط مشفوع بتنبؤات رغبوبة عن مراحل الطريق إلى الخلافة الإسلامية، ولعل الناظر بعمق في هاتين الوثيقتين يلحظ رؤية يمكن وصفها بالاستراتيجية في تقسيم الطريق المفضي إلى الهدف، ولكنه لا يستطيع إقصاء الشك الذي يعتريه عندما يجد تنبؤات تحققت وكأن لمن تنبا بها دورا في صنعها مع أن أحدا لم يكن يجرؤ على ترجيح حصولها. ففي النصين مثلا تنبؤ بحدوث ثورت الربيع العربي وبالفوضى التي حصلت بعد حصول بعضها، ولا تحتاج إلى أن تتبنى نظرية المؤامرة لكي تضع احتمال ضلوع جهات ذات نفوذ في المساهمة في صياغة هذه التنبؤات فضلا عن المساهمة على الأقل في توجيه مساراتها بعد انطلاقها. ومع غزارة الأبحاث التي اهتمت بتنظيم داعش تلحظ علة تمثل محورا لعلل ظهور ما يسهى بــــ (دولة الخلافة)، وهي الأزمة السنية، وهي الأزمة التي تبدو ظاهرة للعيان بحيث يصعب إنكارها، ويقصد بها ما تعرض له أهل السنة من إقصاء في العراق، وما تبع ذلك في سورية من كارثة طالتهم في المستويات جميعها. لا شك -كما قلت -في أنها أزمة لا يحتاج المرء إلى أن يكلف نفسه مؤونة كبيرة لرؤيتها، ولكنها -في رأيي -لا تصلح لوحدها لاحتلال نقطة المركز في التفسير، فالتنظيم المتطرف لا يعدم جذورا في أدبيات الإسلام السياسي قبل عقود، ولا يعدم منطقا يصلح للاستثمار في المنظومة التراثية الأقدم بكثير. وقد اتبع الباحث منهجا يجلي الآثار عن طريق محاولة تبين الملامح العامة لاستراتيجية تنظيم داعش خلال المراحل المختلفة لأن القبض على هذه الملامح العامة لاستراتيجية تنظيم داعش يساعد في القبض على ما خلفه من آثار وما يحدثه من أثر مستمر بشكله الحالي بعد انهيار دولته وتحوله إلى تنظيم متمرد يظهر، ويختفي، ويتبع نهج التخويف الذي طالما كان نهجه المتبع. وفي ما خص الآثار التي خلفها تنظيم الدولة في منطقة الفرات التي كانت إحدى مدنه عاصمته -وهي مدينة الرقة-، فإن هذه الآثار ليست نتيجة مباشرة لسبب هو ممارسات التنظيم، وإنما هي آثار تخلقت في تفاعل جدلي مع تلك الممارسات، ومع بنية تكونت قبل سيطرته، وهي بنية صنعها مزاج فكري وسيرورة تاريخية ونظام استبدادي. يحاول هذا البحث المكثف أن يتتبع بصورة سريعة المحطات التاريخية لنشوء دولة الخلافة الإسلامية وانهيارها، ثم يحاول رصد ما خلفته دولة الخلافة من آثار لا يمكن قياس معظمها بدقة، هذا فضلا عن آثار لا يمكن إطلاق حكم تعميمي بتشابهها في كل مكان سيطر فيه تنظيم داعش في سورية، وأصبح جزءا من تاريخها. وقد حاول البحث تتبع أثر تنظيم داعش في البنية القبلية في منطقة شرق سورية المدروسة، وبعض الآثار الاجتماعية إلى خلفها تنظيم داعش بممارسته إبان وجوده بصفته سلطة، وعرض لحالة مخيم الهول التي تكثف آثارا مهمة لتركة تنظيم داعش. ثم ختم الباحث ببعض النتائج والتوصيات. عمد الباحث إلى مراجعة مصادر ثانوية لدراسة أتر تلك المرحلة تمثلت في كتب وأبحاث، واعتمد لأجل مقاربة الآثار على مقابلات معمقة مع معاصرين لدولة الخلافة في مراحل متفاوتة من وجودها، وقد وجه الباحث أسئلة محددة لمن أجريت معهم المقابلات من أبناء المنطقة. لا يمكن للبحث ادعاء الإحاطة بكل تركة تنظيم داعش في المنطقة من حيث الأثر، وخصوصا أن تنظيم داعش ما يزال موجودا، وما يزال ينفذ عمليات ضد خصومه الذين يحددهم، ولا يقتصر وجوده على مناطق البادية -كما يظن -أو على أوقات الظلام، بل إن عناصره يظهرون في مناطق مأهولة وفي وضح النهار.

ISSN: 2548-1339