المستخلص: |
كل مشروع فكري يراد له أن يكون مشروعا نهضويا للمجتمع وللأمة عليه أن ينطلق من قضايا المجتمع التي تشغل بال الأمة قاطبة ويهتم بالقضايا التي تؤرق بال الأمة ولا يخلو منها كل مجتمع ويمكن قياس نجاح كل مشروع نهضوي -عربي أو إسلامي -واختبار صدقية أطروحاته النظرية وأتساقها مع الواقع وقابليتها للتطبيق العملي من خلال عاملين رئيسيين: الأول: هو التغيير الملموس الذي يحدثه في نفوس أفراد المجتمع وصداه الذي يمكن سماع دويه من خلال سلوكهم المعاش. والثاني: يمكن تلمسه من خلال مواقف الدول الاستعمارية الغربية -والكيانات الوظيفية التابعة لها في المنطقة العربية من ذلك المشروع قبولا أو رفضا -ولنا في المشروع القومي الناصري خير مثال ودليل على ما نرمي الوصول إليه، على الرغم من اختلاف الباحث مع بعض أطروحاته وبعض مواقفه -وهذا ما حصل مع المشروع الفكري للسيد حسين الحوثي. فقد شكلت محاضراته -ولا تزال -موردا جديدا للباحثين عن حقيقة المشروع القرآني، لمعرفة كيف استطاع ذلك المشروع -في غضون عقدين من الزمن -أن يحدثا تغيرا محليا وإقليميا وأصبح رقما صعبا تحاربه الدول الكبرى والكيانات الوظيفية التابعة لها وتحسب له ألف حساب.
|