| المستخلص: |
لعب السودان القديم دورا مهما في تطور الحضارة الإنسانية. واجترح السودان العديد من المنجزات الفكرية والتقنية في العالم القديم لعل من أبرزها ابتداع نظام الكتابـة الأبجديـة (الخط المروي الاختزالي)، اختراع الفخار وصهر وتصنيع الحديد. وأثبت الشاهد الأثـري بكل تفصيلاته أن السودان القديم هو أول البلدان الإفريقية التي صنعت الفخار (7500 ق.م). ولا ريب أن معرفة قدماء السودانيين المبكرة لتقنية الفخار في الألف الثامن قبل الميلاد وبخاصة عملية التحكم في درجة الحرارة واستخدامها الأمثل بواسطة الأفـران مكنتهم لاحقا من الاستيعاب السريع لتقنية المعادن (النحاس والحديد) والاستفادة منها في شتى مناحي الحياة. وتجدر الإشارة إلى أن مملكة مروى السودانية هي أول دولة في أفريقيا استطاعت أن تقوم بعملية تعدين وصهر وتصنيع الحديد (القرن السادس عشر قبل الميلاد) استنادا إلى التواريخ التي تم الحصول عليها بواسطة كربون 14 المشع، فضلا عن الأدلة المادية المتمثلة في المصنوعات الحديدية المتنوعة والكميات الضخمة من نفايات الحديد التي عثر عليها في أمكنة متفرقة من البـلاد. ويحاج هذا المقال -ارتكازا على أسانيد أثرية- بتفرد السودان ريادة وتطويرا في المجالات الفكرية (الكتابة) والتقنية (صناعات الفخار والحديد) التـي تقف شاهدا على تاريخه المجيد في أفريقيا والعام القديـم.
Ancient Sudan played an important role in the development of the human civilization. Of the most outstanding Sudanese contributions in the intellectual and technological development of the Old World, were writing (Meroitic Inscriptions), invention of pottery and iron-working. It has been evident that ancient Sudan was the first place in Africa where pottery was manufactured (ca. 7500 B. C). The expertise acquired by ancient Sudanese (Kushites) as a result of long experimentation with the pyro technology of pottery (ca. 75003000- B C) and copper (cm 25001500- BC.) warrants their rapid Inception of metallurgy. The assumption that the Kushite (Meroitic) Kingdom being the first state in Africa where iron was smelted and manufactured has been confirmed not only by radiocarbon dates but also by well-established industry in comparison with the contemporary African countries. These achievements culminated by the acquisition of local alphabets (180170- B.C.) the meaning of which, in most instances, remains amystery. This paper argues for the pioneering cultural achievements of the ancient Sudan and hence enlightening us about its glorious history which stands as a major landmark in Africa and the Old World.
|
