المستخلص: |
كشفت الورقة عن تجربة الإضراب عن الطعام كشكل من أشكال المقاومة والاحتجاج السياسي. تركت تجربة الإضراب عن الطعام أثرًا مهمًا في التاريخ السياسي المعاصر، وهي نوع من أنواع المقاومة ومنها التجربتان الإيرلندية والتركية على المستوى العالمي، كما تعد التجربة الفلسطينية من أهم مواقع المقاومة الحية لمواجهة بنية الاستعمار الاستيطاني المتمثلة في منظومة السجن. وعرضت تاريخ الإضراب عن الطعام؛ حيث لجأ مناضلو حركة السفرجيت في إنجلترا إلى الإضراب عن الطعام في السجون البريطانية، وفي غوانتانامو استخدم المعتقلون الإضراب ولكن جرى إطعامهم قسرًا من طرف الولايات المتحدة منذ سنة (2002)، وفي فلسطين لجأ الأسرى السياسيون على الاضطراب احتجاجًا على الأوضاع الشديدة السوء في المعتقلات الصهيونية. وتناولت تجربة الاضطراب عن الطعام فلسطينيًا؛ الاضطراب الذي يمارسه المعتقل السياسي بجسده الفردي ما هو إلا تجسيد للنضال الجمعي الفلسطيني وتعبير عن الجسد الفلسطيني الجمعي، وتعتبر مؤسسة السجن الصهيوني موقعًا لممارسة عنف المستعمر والتي أنشأت لسلب الفلسطيني وقهره بهدف قمع النشاط السياسي والنضال الوطني ضد الاستعمار عبر عملية الاعتقال، ويعود تاريخ الإضراب عن الطعام إلى سنة (1970) حيث استشهد أول شهيد وهو عبد القادر أبو الفحم إثر تنفيذه إضرابًا عن الطعام في سجن عسقلان. واستعرضت تجربة الاضطراب عن الطعام في شمال إيرلندا سنة (1981)، وفي تركيا (2000-2003). وأكدت على أن تجربة الإضراب عن الطعام تسلط الضوء على طبيعة التضحية بالنفس في إطار أشكال العنف السياسي وتعكس العلاقة بين الفرد والجماعة. واختتمت الورقة بالإشارة إلى وصف الأسرى الفلسطينيون الإضراب عن الطعان بالثورة الأسيرة ومعركة الأمعاء الخاوية التي يختارون فيها تحويل أجسادهم إلى موقع ثورة ويصبح الجسد أكثر من الجسد المادي الفردي؛ لأن الاضطراب يصبح رمزًا للتحرر الجماعي وجسد المضرب عن الطعام رمزًا لسياسيات الجسد الفلسطيني المشتركة مجتمعيًا. كُتب هذا المستخلص من قِبل المنظومة 2023
|