المستخلص: |
لعبت حركات الاحتجاج الاجتماعي، بلا نزاع، دورا هاما في عملية التحول الديمقراطي في جمهورية جنوب أفريقيا، لاسيما مع بداية تسعينيات القرن الفائت. وتعد هذه الخلاصة نتيجة مباشرة لإسهام هذه الحركات في النضال القومي الأفريقي منذ بدئه وتطوره في خمسينيات القرن العشرين. واتجهت الحركات الاجتماعية إلى معارضة نظام الأبارتهيد Aparthei Regime عبر ممارسة العديد من الأنشطة بما فيها حملات المقاطعة والاضطرابات العمالية والعصيان المدني والدعم السياسي المهم للعديد من الأحزاب والمنظمات الأفريقية والوطنية. فضلا عن ذلك تبنت حركات الاحتجاج الاجتماعي أجندة شاملة للغاية وتقدمية من أجل تعزيز أحوال المواطنين الأفارقة ومستويات معيشتهم. فيما واجه نظام حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي قاده في البداية الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا، إلى انتهاج سياسات اقتصادية وسياسية نيو-ليبرالية لمواجهة الأعباء الموروثة من نظام الأبارتهيد السابق. وقد تناقضت استراتيجية المؤتمر الوطني الأفريقي تلك مع أجندة الحركات الاجتماعية واستراتيجياتها. ونتيجة لذلك واصلت حركات الاحتجاج الاجتماعية نضالها ضد نظام المؤتمر الوطني وسياساته الاجتماعية. ومن نواح عدة، فإن حركة الاحتجاج الاجتماعي في جنوب أفريقيا تمثل نموذجا مثاليا لبقية دول القارة الأفريقية من جهة دعمها لحركة التحرر الوطني حتى تحقيق انتصار تاريخي على واحد من أعتى أنظمة العالم استبدادا وهو النظام العنصري المعروف، وتقديم أجندة اجتماعية واضحة لحماية الفئات الأكثر فقرا في جنوب أفريقيا، وموازنة سياسات الليبرالية الجديدة لحكومات المؤتمر الوطني الأفريقي بمطالب سياسات اجتماعية مهم، مما قاد في النهاية، وطوال نحو 25 عاما من حكم المؤتمر الوطني الأفريقي، إلى وضع الحاجات المجتمعية واستراتيجياتها على قمة أجندة الرئيس الجنوب الأفريقي الحالي سيريل رامافوسا، وهو نفسه أحد وجوه قادة حركة الاحتجاج الاجتماعي في جنوب أفريقيا في ثمانينيات القرن الماضي
The social protest movements have played, undisputedly, a crucial role in the process of democratic transition in the Republic of South Africa, notably by the advent of 1990s. This conclusion is a direct result of these movements contribution to the African national struggle since the later inception and growth since 1950s inwards. The social movements tended to opposing the Apartheid regime through several activities including boycotts, industrial strikes, civil disobedience and the political support to several African and national parties and organizations. In addition, social protest movements have adopted a very wide and progressive agenda to enhance Africans’ conditions and living standards. The African National Congress regime, led initially by the historic leadership of Nelson Mandela, tended to follow a neo-liberal economic and political strategy in order to address the inherited burdens from the previous regime: Apartheid state. This strategy was contradicted clearly with social movements’ agenda and strategies. As a result, the later continued their struggle against the ANC’s regime and its social policies. In many respects, the social protest movement in South Africa presents a perfect model for the rest of African states as it supported the national movement until achieving the historic victory on one of most authoritarian regimes across the world, providing a clear social agenda to protect the African poor, and balancing the neo-liberal policies of the ANC’s governments, which lead at the end, throughout the past 25 years, to prioritizing the societal needs and strategies at the top of the present president of the republic of South Africa: Cyril Ramaphosa, who was himself one of the leaders of the social protest movement in 1980s.
|