ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







واقع ومستقبل السيادة الوطنية في أفريقيا

المصدر: مجلة دراسات إفريقية
الناشر: العتبة العباسية المقدسة - مركز الدراسات الإفريقية
المؤلف الرئيسي: الشلاه، أحمد غالب (مؤلف)
مؤلفين آخرين: العكيلي، زيد عدنان محسن (م. مشارك)
المجلد/العدد: ع2
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2017
التاريخ الهجري: 1438
الشهر: نيسان
الصفحات: 225 - 259
ISSN: 2518-9271
رقم MD: 1349249
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

8

حفظ في:
المستخلص: تناول هذا البحث معضلة الدولة الأفريقية في بعض مناطق القارة، وتتمثل المعضلة في ضعف الدولة وانهيارها، مما أفضى إلى بروز وحدات وكيانات ومناطق ذات سلطة جديدة. ويعود السبب في ذلك إلى مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية، تضمنت الداخلية مشاكل عدم الاندماج الوطني والصراعات الإثنية بين أبناء البلد الواحد، والتي برزت بشكل جلي مع حلول عقد التسعينيات، عندما شهدت القارة إعادة تركيب الهويات الإثنية من جديد، بمعنى طغيان هوية إثنية وضعف أو زوال الهويات الأخرى، مما قاد إلى تفجُّر عدد من الحروب والصراعات الأهلية، وكات النتيجة أن فقدت الدولة تماسكها وانهارت في عدد من البلدان. ولا يمكن لأحد أن ينكر دور السياسة الاستعمارية في إذكاء روح الصراع من خلال تقسيمه المصطنع للحدود الأفريقية في مؤتمر برلين (1884-1885م) وإنتاجه كيانات سياسية على شكل دويلات قزمية تداخلت فيها الأجناس والقوميات والأعراق بشكل غير متجانس، حيث يعني ذلك أن تلك الدول كانت تحمل بذور انفجارها في أية لحظة. كما شكل انتهاج الاستعمار سياسة (فرق تسد) وتفضيله جماعة إثنية معينة على الأخرى زعزعة لأسس وأركان الدولة الأفريقية التي سرعان ما بدأت بالضعف والانهيار. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم تبني النخب الحاكمة لبرنامج سياسي واقتصادي واضح وعجزها عن تحقيق الحد الأدنى من المتطلبات المجتمعية مع ما صاحبها من تفشي مشاكل الفقر والجهل والمرض والتبعية، كلها عوامل سحبت غطاء الشرعية عن هذه النخب وأدت إلى اشتعال موجة من الاضطرابات وأعمال العنف، تفككت بسببها الدولة أو تلاشت. أما فيما يتعلق، بالعوامل الخارجية، فقد أدت التغيرات التي طالت النظام العالمي بعد انهيار المعسكر الاشتراكي والمتمثلة بالعولمة إلى تفكيك مؤسسات الدولة وانهيارها في عدد من بلدان القارة الأفريقية، فبرامج إعادة الهيكلة والإصلاح الاقتصادي التي نادت بها الدول الغربية والمنظمات المالية الدولية أسهمت في إنتاج ما يعرف بـ (الدولة الرخوة). على أن الأثر الأبرز الذي نتج عن ظاهرة العولمة هو إضعاف العلاقة بين بعض القوى الاجتماعية- وبخاصة الشرائح الفقيرة- مع الدولة مما أضعف الشعور بالولاء الوطني، وفصم عرى العلاقة الوثيقة بين المواطنة ورقعة الأرض التي ينتمي إليها الفرد. ولا شك أن فراغ القوى الناجم عن انهيار عدد من بلدان القارة أسهم في زيادة عدد التدخلات الخارجية- الإقليمية والدولية- وحلول المنظمات الدولية والشركات العالمية ومنظمات المجتمع المدني العالمية محل الدولة المنهارة. ولغرض إعادة الاعتبار لـ (سيادة الدولة) والحفاظ على ما تبقى منها يفترض على دول القارة الأفريقية أن تنتهج أسلوب التكامل والتكتل الاقتصادي الذي يكسب هذه الدول المناعة إزاء التحديات الخارجية، ويقلل من فرص التبعية الاقتصادية والسياسية لمنظومة دول العالم الغربي. كما يتطلب ذلك تفعيل دور الاتحاد الأفريقي ومعالجة أزمات القارة في إطار المنظمات الأفريقية، مع تبني صيغ حكم من شأنها أن تشيع مبادئ الديمقراطية والسلام وروح التفاهم والحوار؛ لأنها الأساس في بناء الدولة الحديثة، وبخلاف ذلك فإن مصير الدولة في أفريقيا سيسير باتجاه ما لا يحمد عقباه.

ISSN: 2518-9271