المصدر: | أوراق فلسفية |
---|---|
الناشر: | كرسي اليونسكو للفلسفة فرع جامعة الزقازيق |
المؤلف الرئيسي: | زهور، عبدالصمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع97,98 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2023
|
الصفحات: | 75 - 84 |
رقم MD: | 1355839 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
اتسمت فلسفة مرحلة ما قبل سقراط بعمق فلسفي منقطع النظير، رغم أن ما تبقى من أعمال فلاسفة هذه المرحلة قليل جدا، وقد عانى هؤلاء من تأويلات تعسفية مورست على فلسفتهم من قبل الفلاسفة اللاحقين، وهو ما ترسخ معه الاعتقاد بأنهم مجرد طبيعيين (فيزيائيين)، وبأنهم أعداء للفلسفة كما حدث مع رواد الحركة السفسطائية، والحال أن تدقيق النظر فيما تبقى من شذراتهم الفلسفية يقود إلى الإقرار بأنهم فلاسفة بالمعنى التام للكلمة، بل إنهم مبدعوها، من حيث هي محبة للحكمة، علما أن كلمة حكمة كانت مرتبطة في لحظتهم أساسا بأولئك الذين ينذرون أنفسهم لوضع الضوابط الأخلاقية التي من شأنها أن تنظم العلاقات بين أفراد المجتمع، وتشهد عن ذلك سيرة الحكماء السبعة المشهورين، وطاليس أول الفلاسفة واحد منها، كما أن هذه الكلمة كانت تعني أيضا المعلم الذي يتقن فنا من الفنون ويشارك ضوابطه مع غيره من الناس حتى تتحقق ثمرة الحكمة. لقد تعرضت فلسفة فلاسفة ما قبل سقراط إلى اختزال شنيع، رغم أن هنالك لحظات مشرقة من تاريخ الفكر الفلسفي حاول فيها بعض الفلاسفة انصاف هؤلاء، كما هو الشأن بالنسبة للمتصوفة، وصولا إلى فردريك نيتشه Friedrich Nietzsche وجيل دولوز Gilles Deleuze وعدد مهم من فلاسفة مرحلة ما بعد الحداثة. لقد استطاع فلاسفة مرحلة ما قبل سقراط أن يطوروا مجموعة من المفاهيم الأخلاقية، ضمن شبكة مفهومية مترابطة تهم قضايا الوجود والمعرفة أيضا، ومن جملة هذه المفاهيم على سبيل المثال لا الحصر: النفس، التطهير، البدن، الروح، العقل، المحبة، الكراهية، الخير، الشر، العدل، الحوار، الإقناع، السعادة، الفضيلة..، وهي مفاهيم لم يستطع أن يتخلص منها اللاحقون في سياق مناقشتهم للإشكالات الفلسفية الوجودية والمعرفية والقيمية في بعدها السياسي والأخلاقي. لذلك يمكن اعتبار العودة إلى فلاسفة هذه المرحلة مدخلا لتعميق النظر وتجديده في سياق معالجة المشكلات الأخلاقية بما في ذلك المستجدة منها، وذلك في إطار عقلنة السلوك وتأسيسه على رؤى وضوابط فلسفية أكثر صلابة وأكثر عمقا في فهم مختلف أبعاد السلوك الإنسانية. |
---|