المصدر: | عالم الفكر |
---|---|
الناشر: | المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب |
المؤلف الرئيسي: | حرب، علي (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 33, ع 3 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الكويت |
التاريخ الميلادي: |
2005
|
الشهر: | مارس |
الصفحات: | 9 - 22 |
ISSN: |
1021-6863 |
رقم MD: | 137597 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink, HumanIndex |
مواضيع: |
التحرر
| الحرية
| الإنسان
| حرية التفكير
| المفاهيم الفلسفية
| الخلق
| العالم العربي
| الإستبداد
| الوصاية
| الأمانة
| النقد الفلسفي
|
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن مسألة الحرية كإمكان لأن نكتشف ما لم ينكشف، أو لأن نصنع الجديد من الوجوه والأبعاد أو من العوالم والفضاءات، على النحو الذي يجعلنا، من حيث علاقتنا بوجودنا، أكثر مما نحن عليه، أي أغنى وأقوى أو أحسن، إنما لها وجهها الآخر، بمعنى أن مضاعفة الإمكانات تخلق دوما ما لا يمكن استباقه أو السيطرة عليه. من هنا فنحن إذ نمارس حريتنا، إنما ننخرط في مشروع تتشابك فيه العناصر والدوافع وتتداخل الأبعاد والمقاصد، بقدر ما ينسج من الالتباس والتوتر ما بين الإرادة والقدرة أو الرغبة والواقعة أو القيمة والمنفعة أو السلطة والمعرفة أو الذائقة والفاهمة أو البرمجة العقلانية والمخيلة الجامحة. وهكذا نحن نترجع بين مروحة الممكنات، بقدر ما نقف على التخوم والمفارقات، أو بقدر ما نتردد بين الأضداد والمتعارضات؛ فإما أن نصنع المعجزات والإنجازات وإما نصنع الأهوال والكوارث، إما أن نعقل ونتدبر وإما تجتاحنا الأهواء المدمرة، كما تشهد علاقة الفاعل البشري بحريته وقدراته في هذه الأيام. فهل نحن قادرون على ممارسة قدر من الحكمة يتيح إقامة التوازن بين ميولنا وقدراتنا؟ هل نستبق الوقائع أم نسير نحو الهاوية لكي ندفع ثمن حريتنا التي تجعل قدرتنا على الفعل والتأثير أكبر من قدرتنا على التوقع والتقدير؟ إن الأمر يتوقف على الإحساس بالمسؤولية والأمانة التي يحملها الإنسان تجاه نوعه وتجاه بقية الأنواع الحية، كما تجاه الأرض والبيئة. وذلك يقتضي ممارسة قدر من التقى الفكري للتحرر من تهويماتنا القدسية والمتعالية أو المركزية والاصطفائية، التي تجعلنا نتوهم بأننا أسياد الطبيعة وأشرف المخلوقات، أو التي تجعل بعضنا يعتبرون أنفسهم أحق وأفضل من سواهم، بحيث نعترف بأننا أقل شأنا مما ندعي بكثير. فلم يعد ممكنا ممارسة الحريات أو الدفاع عنها بالنماذج والقيم الإنسانية السائدة، القديمة أو الحديثة، سواء بشكلها اللاهوتي والديني، أو بشكلها العلمي والفلسفي، إذ هي التي تلغم الحريات بقدر ما تنتج أشكالا جديدة من العبودية. والرهان هو العمل على تشكيل فضاء جديد للعمل الحضاري والنمو البشري، بحيث ننتقل من الأنا النخبوي نحو الأنا التواصلي، الذي يفكر ويعمل بعقل تداولي قوامه التوسط والتعدد والاعتراف والشراكة والتراكم والتركيب والتجاوز. فصناعة الحياة وقيادة المصائر ومواجهة التحديات هي مسؤولية متبادلة يحملها الجميع، ما دام الكل فاعلين ومؤثرين، بقدر ما هي بناء مشترك ينخرط فيه الجميع، ما دام الكل يساهمون في إنتاج المعرفة والثروة والسلطة. فهل نحمل المسؤولية بالتفكير والعمل، بعقلية المداولة والشراكة لبناء مشترك بشري يكون أقل كلفة؟ |
---|---|
ISSN: |
1021-6863 |