ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







ثقافة النقد و نقد الثقافة : قراءة في تحولات النقد الثقافي

المصدر: عالم الفكر
الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
المؤلف الرئيسي: الرباعي، عبدالقادر أحمد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Al Rabba'i, Abdalqader
المجلد/العدد: مج 33, ع 3
محكمة: نعم
الدولة: الكويت
التاريخ الميلادي: 2005
الشهر: مارس
الصفحات: 201 - 244
ISSN: 1021-6863
رقم MD: 137632
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex, EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

55

حفظ في:
المستخلص: إننا أمام حراك نقدي لم تكتمل صورته بعد. لقد بدأ بملاحظات حول أهمية الاهتمام بما هو مؤثر من الأنساق الثقافية وضرورة ألا تبقى هذه الأنساق بعيدة عن اهتمام الدارسين والمحللين، أو، بمعنى آخر، ألا يبقى الأدب هو وحده موضع الاهتمام مع كونه محدود الأثر، والانتشار، إذ قد لا تجده خارج بيئة الأكاديميين والمثقفين. فنشأ منذ ذلك الحين، أي منذ الستينيات، اهتمام بما سمي "الدراسات الثقافية" لكن الأمر تحول حماسيا لدى السياسيين من أمثال تيري إيجلتون الذي دعا هذا الاتجاه "النقد السياسي" إلا أنه لم يعترض على أن يسمى تسمية أخرى كالدراسات الثقافية أو "النقد الثقافي". فالمهم عنده هو الموضوع والغاية منه، وهي الغاية التي جعل أهم ما فيها هو تذويب الأدب أو الإلحاح على موته وموت نقده وإحلال "النقد السياسي" محله لأنه يهتم بكل ما يهم الناس وما يؤثر فيهم ويشكل ثقافتهم ورؤاهم للحياة. ولعل حماسة إيجلتون هذه قد أثارت موجة من السخط لدى أولئك الذين مازالوا يرون في الأدب ونقده أو دراسته إنقاذ اللغة من التفكك والضعف والانهيار، وكذلك إنقاذ التراث العظيم بما فيه من ذوق وقيم وفن وجمال أمثال ف. ر. ليفيس، ووندل هريس صاحب كتاب "المعنى الأدبي" وألفن كرنان صاحب كتاب "موت الأدب" وغيرهم. ومن خلال هذا الصراع ظهرت فئة تحاول التوفيق بين المتخاصمين أمثال أنتوني إيستهوب الذي سعى إلى التوفيق بين الطرحين، ذلك لأنه مؤمن بقيمة الدراسات الأدبية والدراسات الثقافية معا. وتحقيقا لهذا الإيمان ألف كتابا يجمع الدراستين معا سماه "الأدبي في الدراسات الثقافية"، جامعا فيه دراسات النخبة، وهي دراسات محدودة لأنها دراسات الأقلية المنصرفة إلى الاهتمام بالأدب وحده دون غيره، إلى الدراسات الشعبية، وهي دراسات الأكثرية لأنها تهتم بكل الأنساق الثقافية ذات التأثير العام أو ما أطلق هو عليها "الممارسات الدالة". وقد اعترف بأن هذا النموذج الجديد الذي ينادي به ما زال في طور التشكل أو المخاض لكنه مؤمن بأنه هو نموذج المستقبل في العالم الغربي في القرن الواحد والعشرين. وهناك اتجاه آخر ما زال متشككا في الأسس الفلسفية والأخلاقية التي انبثق منها النقد الثقافي الجديد أمثال جيليس جن، فقد ركز على القيم الفنية والفكرية والأخلاقية والجمالية التي يتمتع بها الأدبي ومعاييره النقدية، لذا يجب ألا يشركه أي نقد آخر يبتعد عن جوه وغايته، لكنه مع شكه في منطلقات النقد الثقافي، خاصة في الدراسات الأمريكية التي تتعلق بالقوة والتميز لا بالعواطف والمشاعر، فإنه يقرر مع بعض الباحثين الذين يستعين بآرائهم أمثال ألان تراتشتنبيرغ وكليفورد جريتس، استحالة إحلال عملية غير مستقرة كالدراسات الثقافية أو النقد الثقافي محل حقيقة ثابتة ومستقرة كالأدبي والنقد الأدبي، لذا تظل للثقافي قراءته الخاصة به، وللأدبي قراءته الخاصة به. إن هذا الصراع المحتدم في المجتمع الغربي ما زال ضبابي الرؤية، لذا لا أجد من الحكمة أن نتسرع فنميل مع الجديد حيث مال، كما فعل الدكتور عبد الله الغذامي في كتابه "النقد الثقافي: دراسة في الأنساق الثقافية العربية"، فالنقد الثقافي ما زال مولودا لم يشتد ساعده بعد. فإذا أبعدنا السياسة عن هذا النموذج الجديد وتعاملنا معه بتجرد كما تعامل معه بعض من ناقشوه ممن ذكرنا في البحث، فإننا لا ننكر أن له منطلقا عصريا، وأن فيه منطقا وواقعا، فالعالم اليوم بما فيه من تعدد الأنشطة الاجتماعية وكثرة وسائل التأثير وأنساق الثقافة المختلفة، وهي كلها جديرة بالاهتمام والدراسة بمقاييس خاصة بها، يفرض حركة جديدة، متغيرة ومغيرة في آن معا.

ISSN: 1021-6863
البحث عن مساعدة: 12740 670616

عناصر مشابهة