المصدر: | عالم الفكر |
---|---|
الناشر: | المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب |
المؤلف الرئيسي: | أندلسي، محمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 33, ع 4 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الكويت |
التاريخ الميلادي: |
2005
|
الشهر: | يونيو |
الصفحات: | 55 - 68 |
ISSN: |
1021-6863 |
رقم MD: | 137654 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يتميز النص الفلسفي بوضعية ملتبسة: فمن جهة يبدو أساسا كمستودع لصياغة مفهومية سابقة منطقيا ومستقلة عن أسلوبها في العرض والكتابة. من هنا الحديث في الميتافيزيقا عن كتابة شفافة أو صورية خالصة -على غرار أسلوب ليبنتز في الكتابة. ومن جهة أخرى لا توجد درجة صفر في الكتابة، حيث نمط التفكير مرتبط بأسلوب العرض وفعل الكتابة. من هنا، العلاقة الشقية التي تقيمها الفلسفة مع الكتابة، والتي أوضحها كانط حينما اشتكى من خلو أسلوبه في الكتابة من التشويق والرشاقة، حتى إن اعتبر ذلك مؤشرا على عمق تفكيره، وخاصية تميز الفلسفة وتجعلها خارج الأدب والشعر. هكذا يمكن التمييز في الفلسفة بين نوعين من النصوص: النصوص ذات الأثر الكتابي، والنصوص التي تنمحي ككتابة لكي تكون تسجيلا مخلصا للفكر، الأولى تعتبر أن الكتابة هي دائما يتيمة لأنها تفتقر إلى مساندة أبوية، وربما هذا الافتقار هو ما يمنحها قوة وحيوية وقدرة على التناسل. والثانية تعتبر أن الكتابة إمكان للخيانة وإضعاف للذاكرة وفضاء للتعتيم والغواية، ولهذا يجب اختزال كثافتها وإخضاعها لوصاية اللوغوس، وجعل الدال في تبعية أبدية للمدلول. وإذا كانت الفلسفة منذ نيتشه قد اختارت الاختيار الأول، فيجب أن نشير إلى بعض مضاعفات ذلك الاختيار وانعكاساته اليوم على الفكر الفلسفي. فلم تعد الفلسفة اليوم مصدرا للمشروعية ولا تأسيسا للحقيقة، لقد ولى زمن المحكيات الكبرى، بل هي مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن تثبت فعاليتها خارج قلعتها، وأن تعمل على استكشاف أراض جديدة تزرع فيها مفاهيمها، أو تعمل على جس نبضها داخل الحقول الموجودة. كما أن الفلسفة مطالبة أيضا بأن تغير نظرتها وعلاقتها بتاريخها، فلم يعد هذا التاريخ يحكي مسيرة العقل نحو التقدم والتحرر والوعي بالذات، أو نحو تجاوز أخطائه وتصعيد تناقضاته واختلافاته باتجاه تحقيق الإجماع والوحدة والانسجام، بل لقد أصبح هذا التاريخ تواريخ، ووظيفته الأساسية هي الحيلولة دون تحقيق الإجماع، ودون المعنى مع القيمة وتواطؤ الفلسفة مع الأخلاق واللاهوت، أو مع الثقافة والدولة Recherches. وهذا التعدد الذي يسم تاريخ الفلسفة له وظيفة وقائية ضد الانغلاق والدغمائية، لأنه يبين أن الصور التي قدمتها لنا الفلسفة أو الماضي عن العالم باعتبارها تشكل الماهية الطبيعية للأشياء والكائنات، ليست في واقع الأمر سوى مجرد صور فرضت نفسها في عصر من العصور لسبب من الأسباب، وأنه من الممكن أن تستبدل بها صور أخرى مغايرة لا تقل أهمية عنها. |
---|---|
ISSN: |
1021-6863 |
البحث عن مساعدة: |
515073 |