ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الظهور و التلاشي : الكشف عن منزلة الإنسان في رسالة حي بن يقظان لابن طفيل

المصدر: عالم الفكر
الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
المؤلف الرئيسي: التليلي، عبدالرحمن (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 33, ع 4
محكمة: نعم
الدولة: الكويت
التاريخ الميلادي: 2005
الشهر: يونيو
الصفحات: 69 - 84
ISSN: 1021-6863
رقم MD: 137659
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

9

حفظ في:
المستخلص: أن مرتبة المشاهدة بما هي مرتبة ظهور الذات الإلهية تقتضي من العقل المدرك طلب الفناء في معقوله، وذلك لأن الموضوع المدرك ليس جوهرا، بل ذاتا لها كل مقومات الحياة والفعل، فواجب الوجود يقتضي حضوره فناء كل الأشياء دونه ولهذا جاهد "حي" نفسه حتى أفناها بحيث يمكن القول بأن حركة الظهور وحركة التلاشي ليستا حركتين خاصتين بالإنسان، وإن كان حدوثهما يتم في الإنسان. فحركة التعقل هي حركة تعقل الذات العليا لذاتها، غير أن هذا التعقل يتم في كائن مخصوص هو الإنسان. فالإنسان في هذه الرسالة منفعل وليس فاعلا، وهو ينتمي إلى سيرورة كلية هي سيرورة ظهور الذات العليا، ولهذا السبب كان صفاء المشاهدة يقتضي من الإنسان إرادة الفناء وإرادة التلاشي، ولعل هذه الإرادة بوصفها شرط الوجود الحقيقي هي التي جعلت تجربة الجماعة التي خاضها "حي" تجربة عرضية، وزائلة يمكن حذفها دون الإخلال بمضمون الرسالة. وإن كان بعض الشراح يرى أن الغرض الأساسي من هذه الرسالة إنما هو تحديد العلاقة بين العقل والنقل، غير أن الأمر الذي أردنا الكشف عنه هو أن المضمون الجوهري لهذه الرسالة مضمون لا إنساني، بمعنى أنه مضمون لا يحفظ للإنسان مكانة إيجابية ولعله المضمون ذاته الذي طبع الحكمة المشرقية بطابع مميز جعلها في جوهرها حكمة لاهوتية. إن الأمر الذي قصدنا التنبيه إليه في هذا البحث يتمثل أساسا في العلاقة الغريبة والمحيرة التي تصف صلة العقل بالمعقول، ولعل المسألة الأساسية التي حثتنا على الاهتمام بهذه العلاقة هي أولوية المعقول على العقل، فالشيء الذي ظهر أولا هو المعقول المتمثل في الذات الإلهية ثم ظهر العقل بوصفه ملكة منفعلة. وقد نتج عن هذه العلاقة على المستوى المعرفي علاقة أخرى على مستوى آخر هو المستوى الأنطولوجي، فقد ارتبط وجود الإنسان كعقل بإرادة العدم. فهل يمكن تأويل هذا الانقلاب المفاجئ للوجود إلى إرادة للعدم تأويلا يتفق مع مضامين الرسالة؟ فالرسالة في ظاهرها تبدو قولا في النفس، وتبدو كذلك قولا في العلاقة بين العقل والنقل، أي أن مضمونها يبدو نظرية في المعرفة أو نظرية في التعقل، إلا أن الأمر ليس كذلك، فالرسالة في جوهرها مبحث وجودي أدى إلى هذه القضية الغريبة التي حاولنا الإشارة إليها والمتمثلة في ربط الوجود الحق بإرادة العدم، فكيف يكون الوجود مشروطا بإرادة العدم؟

ISSN: 1021-6863

عناصر مشابهة