المستخلص: |
حظي كتاب الكامل للمبرد باهتمام، وشهد له الفضل والتقدم عند العلماء والأدباء والنقاد وكانت له قيمة في بيئات المتعلمين، ويبرز كتابا رائدا في ميدان اللغة والأدب، وملئ بالنصوص الأدبية التي كانت ميدان دراسة في البحث البلاغي، كما كان كتاب الكامل إرهاصا بميلاد بعض فنون البلاغة وشواهدها في لغتنا العربية، وهذا الكتاب وإن كان كتاب لغة في الدرجة الأولى، إلا أنه تخلله ملاحظات بلاغية كثيرة تستدعي الدراسة والتأمل، إذ لا يفوت المؤلف وهو يشرح النصوص الشرعية والنثرية أن يلفت إلى ما حوته من لفئات بلاغية، تسجل تأصيله المصطلح البلاغي، فكانت هذه الدراسة لما في كتاب الكامل من ظواهر بلاغية ومن ثم انعقدت غاية البحث على استجلاء الأصول والشواهد البلاغية في كتاب الكامل، الوقوف على أثرها في البحث البلاغي، حتى تأخذ مكانها الحقيق بها في تأصيل البلاغة وتجديدها، بصفتها رافدا أوليا من تلك الروافد التي استقت منها بلاغتنا العربية طرائفها في البحث والتحليل.
|