ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







سيميائية الأهواء

المصدر: عالم الفكر
الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
المؤلف الرئيسي: الداهي، محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 35, ع 3
محكمة: نعم
الدولة: الكويت
التاريخ الميلادي: 2007
الشهر: مارس
الصفحات: 213 - 247
ISSN: 1021-6863
رقم MD: 138217
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex, EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

76

حفظ في:
المستخلص: من خلال هذه الدراسة نخرج بالخلاصات الآتية: 1-يتضح أن الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الغربية أوليتا فيض اهتمام لموضوع الأهواء، وأن كل ثقافة على حدة تناولته من زاويتها الخاصة. فعلى سبيل المثال قدم ديكارت صنافة استهوائية واستثمر معايير ثقافية منسجمة مع الأيديولوجية الأرستقراطية، في حين ذم ابن الجوزي الأهواء وحذر منها وفق ما ينص عليه الدين الإسلامي. وكل واحد منهما يقدم وصفة لغوية فردية idiolectal يؤطرها المجال الذي يتحرك فيه. فديكارت يصنف الأهواء ويعرف بها انطلاقا من تصور فلسفي، في حين ينطلق ابن الجوزي من الوعظ الذي أصبح في عصره فنا له أصول وقواعد ليرشد أصحاب الأهواء إلى سواء السبيل ويدعوهم إلى مجاهدة النفس ومحاسبتها حتى لا تستأنس بالآراء الفاسدة، وتتميز الثقافة الغربية عن مثيلتها العربية الإسلامية بكونها قدمت صنافات استهوائية، ورتبت الأهواء منطقيا داخل مقولات محددة، في حين اكتفت الثقافة العربية الإسلامية بذم الأهواء واستبشاعها من منظور أخلاقي أو دراستها من زاوية موضوعاتية على نحو ما يضطلع به خاصة النقاد. وسبق لنا أن عاينا في الاتجاه نفسه أن كتاب ابن حزم غني بالأهواء المتعلقة بالحب ويقدم مادة خام قمينة بإعادة بنائها سيميائيا. ومع ذلك فالثقافتان، على حد سواء، تشجبان تحيين الأهواء لخطورتها على العقل والنظام والحركة المتناغمة. وتنفرد السيميائية بطريقتها الخاصة في تحليل الأهواء وإعادة بنائها بناء سيميائيا لتحديدها مورفولوجيا ودلاليا، وبيان تمظهراتها الخطابية. وما كان يسعى إليه السيميائيون من خلال معاودة النظر في الأهواء هو البرهنة على استقلالية البعد الانفعالي داخل النظرية السيميائية، واستجلاء مدى تميزه عن البعد التداولي والبعد المعرفي. 2-غالبا ما يذم الهوى بوصفه مفسدة للعقل ومجلبة للشرور. وقليله هي الدراسات التي انزاحت عن هذه النظرة الأخلاقية الضيقة. ومن ضمنها نذكر البلاغة الأرسطية التي اعتبرت مثير الانفعال "نوعا من الإقناع المحدث بواسطة الخطاب"، وكذلك النظرية السيميائية التي ارتقت بالهوى إلى المستوى الذي أصبحت فيه جماعا من الأحاسيس والمشاعر أكانت محمودة أو مذمومة. فكل ما ينتاب الإنسان من إحساس يعتبر هوى. كما أنه (الإنسان) لا يستطيع أن يوجد مجردا منه، فأي حركة يقوم بها لابد أن تكون مؤطرة بهوى محدد لتحديد علاقته مع موضوع ما (على نحو هوى البخل والامتلاك) أو مع الآخرين (على الحب نحو هوى الحب والغيرة والإعجاب). وما يسترعي الانتباه في المقاربة السيميائية أنها سعت إلى إعادة بناء الأهواء سيميائيا لإثبات مدى استقلالية البعد الانفعالي داخل النظرية السيميائية العامة، ومقاربة الحالة النفسية بعدة مفاهيمية جديدة. فإلى جانب أن العامل يعمل (حالة الأشياء) فهو يشعر (الحالة النفسية). وإذا كانت النظرية السيميائية قد أكبت لمدة طويلة على معالجة حالة الأشياء بوصفها موضوعا لسيميائية العمل، فهي لم تهتم بالحالة النفسية إلا خلال العقود الأخيرة. وإن كانت النظرية السيميائية العامة تنحو في اتجاه استقلالية سيميائية الهوى عن سيميائية العمل، فهي تدعو إلى تكاملهما في إطار البعد السيميائي للوجود المتجانس. "لا يمكن أن نفصل بين سيميائية العمل وسيميائية الهوى خشية الارتداد إلى الرومانسية: الهوى لا غير".

ISSN: 1021-6863
البحث عن مساعدة: 638115 638242 622152

عناصر مشابهة