المصدر: | عالم الفكر |
---|---|
الناشر: | المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب |
المؤلف الرئيسي: | المساوي، عبدالسلام (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 35, ع 4 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الكويت |
التاريخ الميلادي: |
2007
|
الشهر: | يونيو |
الصفحات: | 99 - 135 |
ISSN: |
1021-6863 |
رقم MD: | 138258 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تأسيسا على إنصاتنا لمعجم جدارية محمود درويش وتركيبها ومستوياتها التناصية نستنتج أنه عندما يمتنع على الذات إيجاد انسجام للظواهر التي يستعصي عليها تفسيرها، فإنها ترتد إلى نفسها لكي تقلب في متاع الذاكرة، أو تنبش الواقع باحثة عما يقيم للأشياء والأفكار توازنها. ولما كان الموت مفهوما تجريديا أو شيئا منعدما باعتبار أن حضوره يلغي كل وجود، فقد كان على اللغة الشعرية أن تخلق الفوضى في مفرداتها، وتعيد ترصيفها في بنيات تركيبية تجتهد في التنكيل بالموت عن طريق بناء صور متعددة له... كما لو أن هذه الصور تبرز- عن طريق خطوطها وألوانها- تلك المناطق الخفية في جسده الشفاف والخفي. فالخطة الهجومية أو الدفاعية التي تبتدر بها الذات عدوها تتجلى في كشف غموضه، لتسدد له بعد ذلك الضربات المتتالية. وهذه الضربات تتجلى في تلك الصور الساخرة التي رسمها الشاعر ليحدد بها دلالات الموت، فاتخذ أبعادا مختلفة متراوحة بين السخرية والمفارقة والحسية. كل ذلك، والشاعر ينتقل بين الواقع وذاكرته ومخيلته، لا لينتخب من هذا الواقع صوره، بل ليتمكن من تشخيص الموت وتجسيده ونفي المجهولية عن مفهومه. لقد كان الشاعر في بعض الأحيان ميالا إلى تعرية سلوكات الموت مرة باتهامه بالخديعة والمكر، ومرة بافتقاده الشهامة والشجاعة، وفي ذلك إسقاط للصفات البشرية المنحطة على هذا المفهوم الذي دوخ البشر على امتداد الأزمنة السحيقة. وبذلك تكون الذات الشاعرة قد حققت نصرا رمزيا وهي تواجه عدوها الميتافيزيقي مؤازرة في ذلك بتلك الحمولات التراثية والدينية والثقافية الهائلة التي أحسن الشاعر محمود درويش استثمارها على مستوى التناص. |
---|---|
ISSN: |
1021-6863 |
البحث عن مساعدة: |
497043 632317 816273 |