ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







النحو عند ضياء الدين ابن الأثير

المصدر: عالم الفكر
الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
المؤلف الرئيسي: الخالدى، عبدالرحمن (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 37, ع 1
محكمة: نعم
الدولة: الكويت
التاريخ الميلادي: 2008
الشهر: سبتمبر
الصفحات: 193 - 212
ISSN: 1021-6863
رقم MD: 138795
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

8

حفظ في:
المستخلص: حاولنا من خلال هذه الدراسة ((النحو عند ضياء الدين بن الأثير)) تأكيد أن الدراسة الأسلوبية الحديثة عندما تتركز في لغة الأدب وتنحو إلى اكتشاف قوانينه بطريقة تجريبية لا معيارية، فإنها تستأنف هذا النشاط على أساس جديد يتمثل الأول في تطوير مفهوم نظرية اللغة وعلاقتها بالواقع الحضاري، ودورها في الصياغة الجدلية للعقل العربي، ويتمثل الثاني في الاعتماد على المنهج التجريبي العلمي في بناء الوقائع واستخلاص النتائج. وفي ذلك أكدنا أن النحو جزء أساس من فكرة الأسلوب، وعميق متمكن في النفس العربية، ولا ينفصل في الإحساس العام عن المتوارث عن إدراكنا وانفعالنا. وأشرنا في لمحة عابرة إلى أن القرون الأربعة الأولى من الهجرة شكلت قمة في النشاط العلمي بظهور مجالات التخصص، وكان ذلك رحمة للعلم، لكن إلى جانب ذلك عرفت هذه القرون ميلا وانحرفا وذلك ما أفقد النحو ميزته وجعل الناس يزهدون فيه. واستمر الوضع كذلك إلى أن جاء القرن الخامس الهجري، فتصدي الشيخ عبد القاهر الجرجاني للأمر وأخرج كتابه ((دلائل الإعجاز)) أكد فيه أن البلاغة ليست شيئا مستقلا عن النحو، وأن البلاغة تساعد اللغة على أداء وظيفتها البلاغية. ابن الأثير ضياء الدين، إذن، كان أحد الذين أفردوا النحو بحديث طويل امتد على طول المثل السائر بشكل واضح تارة وغير واضح تارة أخرى، فقامت عنده المقارنة أساسا بين علم النحو وعلم البيان، معتبرا في جوابه عن سؤال: هل علم البيان من الفصاحة والبلاغة جار مجري النحو أو لا؟ أن الفرق بينهما واضح من حيث إن أقسام النحو أخذت من واضعها بالتقليد، أما علم الفصاحة والبلاغة فليس كذلك وحاصل هذه المقارنة أن النحو موضوع وضعه واضع، وقد أخذت أقسام النحو من واضعها بالتقليد. أما علم البيان فغير ذلك تماما لأنه استنبط بالنظر وقضية العقل. وهكذا خلصنا إلى أن ابن الأثير أقر بأن علم البيان ليس له أصل منهجي، ولكن له أصل مبدئي، ذلك أن معرفة القاعدة النحوية أو البلاغية لا تتيح إمكان النقد ما لم تكن هذه القاعدة موجهة ومدعومة بإحساس جمالي، خاصة أن النص في أصلة وغايته نظام ذو وظيفة تأثيرية. وهدف ابن الأثير من خلال كل ذلك إلى إبراز القدرات الذوقية عند الناقد التي لا تكتسب إلا بالدربة والتعلم على حساب المعرفة بقواعد النحو. اعتبارا بما سبق، يمكن أن نجزم بأن ابن الأثير يضع النحو في مرتبة ثانوية جدا، فهو عنده جملة من القواعد الجافة التي لا علاقة لها بالبلاغة أو بفصاحة الأسلوب، بل الغرض منها فقط عدم الوقوع في اللحن. وذلك ما كشفنا عنه من خلال قوله ((وإذا نظرنا إلى ضرورته وأقسامه المدونة وجدنا أكثرها غير محتاج إليه في إفهام المعاني، ألا تري أنك لو أمرت رجلا بالقيام فقلت له: ((قوم)) بإثبات الواو ولم تجزم لما اختل من فهم ذلك شيء)). وهو نص يدل دلالة واضحة على استهزاء ابن الأثير بالنحو، وهوانه عنده، واستصغاره لشأنه، حتى إنه قد قصر النحو على حركات الإعراب فقط. وحاولنا أن نبرز الرأي المخالف لابن الأثير فاستشهدنا بابن جني والصفدي، هذا الأخير الذي أثارته أراء ابن الأثير فرد عليها بل ذهب إلى أن الدعاء لا يقبله الله تعالى ما لم يكن معربا، إمعانا في إبراز أهمية النحو ومـحوريته في نظرية الأسلوب العربي. وبفعل الموقف السلبي لابن الأثير ذهبنا إلى أنه لم ينتفع بالدراسات الجادة الأصيلة لعبد القاهر الجرجاني في الموضوع الذي خصصنا له حيزا مهما باعتباره أحد الذين أغنوا الدراسات النحوية وأبرزوا فضلها وما يمكن أن يقال بشأنها. ولأن الشيء بضده يتضح فقد أكدنا أن الخلاف بين ضياء الدين بن الأثير واللغويين راجع إلى الزاوية التي ينظر كل واحد من الطرفين إلى العبارة، فهو ينظر إليها من منظار فني يغلب كفة الحسن والجمال على كفة الصحة والخطأ، بينما كان ديدن اللغويين ومقياسهم القياس والسماع وإن كان عبد القاهر الجرجاني أحد الذين وسعوا القواعد النحوية لتشمل النواحي الجمالية. وختمنا حديثنا عن النحو بالحديث عن بعض الانتقادات التي وجهها ابن الأثير لبعض اللغويين العالمين بالنحو، كاعتراضه على أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب وابن جني، هذا الأخير الذي وجه له ضياء الدين نقدا لاذعا، علما أنه أخذ عنه أشياء كثيرة لم يشر إليها. ولم تكن ثورته مقصورة على اللغويين فقط، بل تعدي الأمر ذلك إلى الأصوليين والفقهاء، كأبي حامد الغزالي عند حديثه عن أقسام المجاز مثلا.

ISSN: 1021-6863

عناصر مشابهة