المصدر: | عالم الفكر |
---|---|
الناشر: | المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب |
المؤلف الرئيسي: | تيبس، يوسف (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 37, ع 2 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الكويت |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
الشهر: | ديسمبر |
الصفحات: | 245 - 303 |
ISSN: |
1021-6863 |
رقم MD: | 138869 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink, HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
لقد كان من الضروري أن يؤدي إبطال دعوى الاستقرائيين ومذهبهم إلى اقتراح بديل مناقض يعبر أكثر من سالفه عن طبيعة المعرفة العلمية؛ فكان معيار القابلية للإبطال، في نظر بوبر، هو المنهج العلمي الحقيقي لأنه يظهر صيرورة العلم عن طريق الاعتراف بالخطأ. ومن ثم راح يبين علاقته بالعبارات الأساسية التي ترتبط مباشرة بالخبرة الحسية، فوضع شروطا لصياغتها تتراوح بين شروط منطقية وأخرى مادية تجريبية؛ كما ربطها بالسور الوجودي والكلي وبقرائن الزمان والمكان؛ وبين تضمن هذه العبارات لمحتوى منطقي وآخر تجريبي يسمح بتقويمها وبمصادمتها مع الواقع. وهكذا تكون العبارات الأكثر محتوى إخباريا والأكثر قوة منطقية هي الأكثر قابلية للإبطال. وعموما فإن معيار القابلية للإبطال يشترط في كل نظرية أولا أن تكون متسقة منطقيا، وثانيا ألا تكون مكونة من عبارات تحصيلية؛ وثالثا أن تسمح باستنباط عبارات يمكن مصادمتها مع التجربة، أي تكون قابلة لاجتياز روائز تجريبية صارمة، فإن اجتازتها اعتبرت نظرية علمية مؤيدة أي صادقة بشكل مؤقت، وإن فشلت في ذلك بطل صدقها فمثل ذلك تجربة حاسمة بالنسبة إليها. ويقوم معيار الإبطال على قاعدة النفي بالنفي المنطقية، وعلى أن نقيض القضية الكلية الموجبة هي القضية الوجودية السالبة. غير أن بعض العلماء يتشبثون بصحة نظرياتهم لذا يلجأون إلى تحصينها ضد الإبطال عن طريق إدخال فروض عينية تغطي مواطن الخطأ فيها، لذا لجأ بوبر إلى تحصين معياره من التحصين نفسه بوضع مصفاة لهذه الفروض وبالدعوة إلى إدخال الفروض المساعدة فقط، فتم له بذلك تعميم معيار القابلية للإبطال على جميع النظريات. وهو بذلك قد ناقض كل المعايير المتعلقة بمقياس التفضيل بين النظريات المتنافسة حول نفس المشكل، خصوصا معيار البساطة عند الاصطلاحيين. فالنظرية الأكثر علمية، في نظر بوبر، هي الأكثر قابلية للإبطال لأنها تتضمن محتوى أكبر وقوة منطقية أكثر. وهو ما يستلزم وجود درجات للإبطال. وحتى يحافظ على مناقضته للوضعيين فقد اعتبر بوبر الفلسفة والعلوم الزائفة مثل التنجيم والتحليل النفسي والماركسية مجالات معرفية غير قابلة للإبطال لكنها ليست خالية من المعنى؛ فمعيار تقويمها وحده يختلف إذ تعتمد على معيار النقد العقلاني لتقويمها. محصول القول إن صيرورة العلم، في نظر بوبر، تقوم على إبطال النظريات وتعويضها بأخرى، ((فالتقدم العلمي لا يكون في تراكم الملاحظات، ولكن في رفض نظريات غير كافية، وفي تعويضها بأخرى أفضل منها)). فيصبح الخطأ محركا للمعرفة العلمية، وعلامة تطورها هو التأييد ورجحان الصدق أي الاقتراب من الصدق التام. |
---|---|
ISSN: |
1021-6863 |